اتصال ترامب وشي.. تكتيك التقارب الحذر لتصحيح المسار التجاري
أجرى الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ اتصالاً هاتفياً الخميس، كان مرتقباً بشدة لا سيما في خضم سعيهما الى تجنّب حرب تجارية مفتوحة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
قال ترامب إن الاتصال الهاتفي أفضى إلى “خلاصة إيجابية للغاية”، وأشار إلى اتفاق بينهما على عقد لقاء مباشر، إلا أن بكين عكست موقفاً أكثر تحفظاً مشيرة إلى أن شي شدّد على ضرورة “تصحيح مسار” العلاقات الثنائية.
وأتى الاتصال، وهو الأول المعلن منذ عودة ترامب إلى سدة الرئاسة الأمريكية في يناير/كانون الثاني، في أعقاب اتهامات متبادلة بانتهاك هدنة تجارية تم التوصل إليها في جنيف في مايو /أيار.
وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشيال “دام الاتصال قرابة ساعة ونصف ساعة، وأثمر خلاصة إيجابية للغاية لصالح البلدين”، مشيراً الى أن مسؤولين تجاريين من الطرفين سيلتقون “قريباً”.
وتابع “الرئيس شي دعاني والسيدة الأولى بلباقة لزيارة الصين، وقمت بالمثل. كوننا رئيسين لأمتين عظيمتين، هذا أمر نتطلع كلانا للقيام به”.
وقال ترامب إنه سيتم الإعلان لاحقاً عن موعد الاجتماع “الذي سيعقد قريبا” والمكان الذي سيعقد فيه.
وأضاف ترامب إن “التركيز في الحوار انصب على نحو شبه كامل على التجارة”، وتحدث عن آمال لدى الطرفين بإيجاد حل لمسائل على صلة بمعادن نادرة تستخدم في منتجات تكنولوجية.
والعلاقات بين القوتين العظميين متوترة منذ فرض ترامب في أبريل/نيسان تعريفات باهظة على الشركاء التجاريين لبلاده، وقد استهدفت المنتجات الصينية بالنسبة الأكبر.
واتفق الجانبان على تعليق موقت لزيادة التعريفات المتبادلة التي بلغت 125% على المنتجات الأمريكية و145% على الصينية.
الأربعاء، اعتبر ترامب أنه “من الصعب للغاية التوصل إلى اتفاق” مع نظيره الصيني.
ووفق وسائل إعلام صينية، جرى الاتصال بطلب من ترامب، ولم يصدر عن البيت الأبيض أي تأكيد بهذا الصدد.
تصحيح المسار
في بيان مقتصب بشأن الاتصال، قالت بكين إن العلاقات بحاجة إلى مزيد من الجهد.
وأوضحت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن شي قال لترامب إن “تصحيح مسار سفينة العلاقات الصينية الأمريكية الكبيرة تتطلب منا الإمساك جيدا بالدفة وتحديد الوجهة ولا سيما إزالة كل أشكال التدخل وحتى التدمير”.
وأشارت الوكالة إلى أن شي دعا ترامب لزيارة الصين مجدداً. وكان الملياردير الجمهوري زار بكين في ولايته الرئاسية الأولى في العام 2017.
ولم يجر أي اتصال مؤكد بين الرئيسين الصيني والأمريكي منذ عاد ترامب إلى السلطة قبل أكثر من 5 أشهر، رغم إعلان الرئيس الأمريكي مراراً عن اتصال وشيك بينهما.
وقال ترامب في مقابلة أجرتها معه مجلة تايم في أبريل/نيسان إن شي اتصل به، لكن بكين شددت على أن أي اتصال لم يجر مؤخراً.
واتفق البلدان في الشهر الماضي خلال محادثات جرت في جنيف على خفض تعريفاتهما الجمركية لمدة 90 يوماً، إلا أن الجانبين تبادلا مذاك الاتهامات بانتهاك الاتفاق.
أعاد ترامب تأجيج التوتر مع الصين الأسبوع الماضي عندما اتّهم ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم بانتهاك اتفاق بين البلدين بشأن خفض الرسوم الجمركية المتبادلة الكبيرة بينهما بشكل موقت.
الثلاثاء، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الصين تعارض ما سماها تدابير أمريكية مستجدة “تهدد الحقوق والمصالح المشروعة للصين”.
وأشار إلى أنه يتعيّن على واشنطن أن “تخلق الظروف اللازمة لعودة العلاقات الصينية-الأمريكية إلى المسار الصحيح”.
الأربعاء في منشور على منصته تروث سوشيال كتب ترامب “أقدر الرئيس شي ولطالما أحببته وسأستمر في ذلك، لكن من الصعب للغاية التوصل إلى اتفاق” معه.
في الأثناء، استهدفت إدارة ترامب الرعايا الصينيين سواء دخلوا بصورة نظامية أو غير نظامية إلى الولايات المتحدة، وقد تعهّد سيد البيت الأبيض الأسبوع الماضي شن حملة قوية لإلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين.
كما أجّج ترامب التوتر مع شركاء تجاريين آخرين للولايات المتحدة من بينهم الاتحاد الأوروبي، متعهداً مضاعفة الرسوم الجمركية العالمية على الصلب والألمنيوم إلى 50% اعتباراً من الأربعاء.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز