رئيس قناة السويس يوجه عبر «العين الإخبارية» رسالة طمأنة لخطوط الملاحة الدولية
وجه الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، رسالة طمأنة إلى الخطوط الملاحية العالمية، داعيا إياها إلى إعادة تقييم مساراتها البحرية وجدولة رحلاتها تمهيدا للعودة التدريجية لحركة العبور عبر القناة، في ضوء التطورات الإيجابية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر.
جاءت هذه التصريحات عقب إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، أن مليشيات الحوثي وافقت على وقف هجماتها ضد السفن، مؤكدا أنهم أبلغوا الإدارة الأمريكية بعدم رغبتهم في مواصلة القتال، والتوقف عن استهداف السفن في المنطقة.
وفي تصريح خاص لـ”العين الإخبارية”، أوضح الفريق ربيع أن الإعلان عن وقف إطلاق النار بين مليشيات الحوثي والولايات المتحدة الأمريكية ساهم بشكل كبير في تهدئة المخاوف المرتبطة بالسلامة البحرية، مما يعزز ثقة الشركاء الدوليين في استئناف استخدام هذا الممر الملاحي الحيوي.
وكانت مليشيات الحوثي بدأت استهداف سفن في البحر الأحمر وخليج عدن في أواخر العام 2023، وشلّت الهجمات حركة الملاحة عبر قناة السويس، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلِفة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.
وأشار إلى أن هيئة قناة السويس على أتم الاستعداد للتفاعل المرن والسريع مع المستجدات الأمنية، من خلال حوار بناء مع الخطوط الملاحية لتحديد الآليات الملائمة للعودة الآمنة إلى المسارات التقليدية، مشددا على أهمية التعاون الدولي لتخفيف الضغط الواقع على سلاسل الإمداد العالمية.
وأوضح الفريق أسامة ربيع، أنه عقد اجتماعا موسعا مع ممثلي 25 جهة من الخطوط والتوكيلات الملاحية، لبحث تأثير التحسن الأمني في منطقتي البحر الأحمر وباب المندب على جداول الإبحار وخطط الملاحة خلال الفترة المقبلة.
وأكد رئيس الهيئة أهمية تضافر الجهود لضمان استمرارية حرية الملاحة، مشيدا بالدور الحيوي الذي تلعبه التوكيلات الملاحية في تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع هيئة قناة السويس.
وتحدث الفريق أسامة ربيع لـ”العين الإخبارية”، عن جهود الهيئة في تطوير البنية التحتية وتحسين القدرات الخدمية واللوجستية، بما يشمل خدمات الصيانة، والإنقاذ، والإسعاف البحري، وتبديل الأطقم، بالإضافة إلى منظومة متكاملة لإدارة النفايات وفق معايير الاستدامة البيئية والتحول الأخضر.
كما أكد على انفتاح الهيئة على الشراكات الدولية واستعدادها لتقديم باقات خدمات شاملة تلبي احتياجات السفن في جميع الظروف، الاعتيادية والاستثنائية.
تعد إيرادات قناة السويس من أهم مصادر النقد الأجنبي في مصر، إلى جانب تحويلات المصريين بالخارج، والصادرات، والسياحة. وقد سجلت القناة في العام المالي 2022-2023 أعلى إيرادات سنوية في تاريخها، بلغت 9.4 مليار دولار، بزيادة تقدر بنحو 35% عن العام السابق، وفقا لبيانات الهيئة في يونيو/حزيران 2023.
لكن في النصف الثاني من عام 2024، شهدت القناة تراجعا في الإيرادات، إذ بلغت 1.8 مليار دولار فقط بين يوليو/تموز وديسمبر/كانون الأول، مقارنة بـ4.8 مليار دولار في نفس الفترة من العام السابق، بسبب الأزمة الأمنية التي عطلت الملاحة، والتي لم تكن القناة سببا فيها. كما انخفض عدد السفن العابرة بنسبة بلغت 50%، ما كبد الهيئة خسائر قدرت بنحو 7 مليارات دولار خلال العام الماضي.
وأشار الفريق ربيع إلى تحسن ملحوظ في المؤشرات خلال شهر مارس/آذار، حيث ارتفعت حركة الملاحة بنسبة 3% مقارنة بشهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، متوقعا عودة تدريجية لحركة السفن في البحر الأحمر بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، على أن تستعيد القناة نشاطها المعتاد مع نهاية العام الجاري، استنادا إلى دراسات بحثية دقيقة.
وتبقى قناة السويس ممرا ملاحيا استراتيجيا عالميا يربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، ويختصر المسافة الزمنية بين أوروبا وآسيا، إذ تمر عبره ما بين 12% إلى 15% من حجم التجارة العالمية، وحوالي 30% من حركة الحاويات الدولية، وفقا لدراسة صادرة عن “المجلس الأطلسي” في واشنطن.
ويقدر أن تمر عبر القناة يوميا ما بين 50 إلى 60 سفينة، محملة ببضائع تتراوح قيمتها ما بين 3 و9 مليارات دولار، وتشكل نحو 9% من تدفقات النفط البحرية، بما يعادل 9.2 مليون برميل يوميا، إلى جانب 8% من حجم تجارة الغاز الطبيعي المسال (LNG) عالميا.
وأكد الفريق ربيع في ختام حديثه أن الهيئة ستواصل العمل على توفير بيئة آمنة ومتكاملة للملاحة البحرية، بما يعزز مكانة قناة السويس كممر رئيسي للتجارة الدولية، ومحرك رئيسي للاقتصاد المصري والعالمي.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==
جزيرة ام اند امز