فجوة بين الخطاب والواقع.. ترامب يعترف بـ«خطأ تقديره» لحل النزاعات
تكشف التصريحات الأخيرة للرئيس ترامب عن فجوة بين الخطاب السياسي والواقع المعقد للنزاعات الدولية، حيث تختلف أولويات كل طرف.
وخلال لقاء خاص مع كبار المانحين في ناديه بفلوريدا، عبّر ترامب عن قلقه المتزايد بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “مفاوض صعب المراس” ويطالب بـ”كامل الصفقة”، في إشارة إلى أوكرانيا.
وأوضح أن التوصل إلى اتفاق سلام بات أكثر صعوبة مما كان يظن، وأن هذا الملف الشائك يبقيه مستيقظا طوال الليل، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.
وكان ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في أوكرانيا “في اليوم الأول” من ولايته، وادعى أن الحرب ما كانت لتندلع لو كان في السلطة.
بيد أنه عقب مرور أكثر من مائة يوم على ولايته الثانية دون تحقيق إنجاز ملموس، اعترف بأن حل النزاع أصعب بكثير من التوقعات، خاصة مع تمسك موسكو بمطالب مفرطة ورفضها وقف إطلاق النار دون تنازلات كبيرة من كييف.
من جهة أخرى، لم تتضح حتى الآن ملامح خطة سلام متكاملة لدى إدارة ترامب، لكن بعض مستشاريه يطرحون فكرة استبعاد عضوية أوكرانيا في الناتو من أي اتفاق، وربما قبول كييف بالتنازل عن بعض الأراضي.
في الوقت نفسه، تؤكد الإدارة الأمريكية أن أوكرانيا ستكون حاضرة في أي مفاوضات سلام مقبلة، وأن أي تسوية يجب أن تتم بمشاركة جميع الأطراف المعنية.
تحديات إنهاء الحرب في غزة
في ملف غزة، أبدى ترامب رغبته في وقف الحرب، وأكد أن العمل جارٍ لتحرير الرهائن المحتجزين لدى حماس. لكنه أشار إلى أن التوصل إلى حل دائم صعب للغاية بسبب تعقيدات الصراع التاريخي في المنطقة.
ورغم تعهده خلال الحملة الانتخابية بإنهاء الحرب في غزة، أقر بأن تحقيق ذلك ليس وشيكًا، مرجحًا أن يتوقف النزاع في وقت ما “وليس في المستقبل البعيد”.
وذهب إلى حد اقتراح سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، وهو طرح أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الدولية.
تزامن ذلك مع تصعيد عسكري إسرائيلي جديد في غزة بعد انهيار هدنة قصيرة، وسط استمرار احتجاز الرهائن وتفاقم الأزمة الإنسانية.
وتصر الحكومة الإسرائيلية على أن الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإجبار حماس على إعادة الرهائن، في حين تتواصل الجهود الأمريكية والدولية لإحياء المفاوضات.
الملف الإيراني والضغوط الدولية
أجرى ستيف ويتكوف مبعوث ترامب ثلاث جولات من المفاوضات غير المباشرة مع مسؤولين إيرانيين، ومن المقرر عقد جولة رابعة في سلطنة عمان.
واقترح ويتكوف رفع العقوبات الأمريكية واستبعاد الخيار العسكري إذا وافقت إيران على تفكيك برنامجها النووي بالكامل وشراء اليورانيوم المخصب من الولايات المتحدة.
لكن إيران ترفض حتى الآن التخلي عن أجهزة الطرد المركزي أو تفكيك منشآتها النووية، ما يعوق التوصل إلى اتفاق نهائي.
ورغم تأكيد ترامب أن “التفكيك الكامل” هو الشرط الوحيد المقبول لديه، إلا أن الإدارة لم تحدد بعد بشكل واضح ما المقصود بهذا التفكيك، إذ قال ترامب للصحفيين: “لم نتخذ هذا القرار بعد.
ويواجه هذا الموقف انتقادات حتى من داخل الحزب الجمهوري، حيث يرى بعض المسؤولين أن المطالبة بالتفكيك الكامل قد تدفع إيران إلى رفض التفاوض نهائيًا.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز