اقتصاد

أمريكا ودول الخليج.. شراكة تقود التحول الاقتصادي العالمي


تمثّل العلاقات الأمريكية-الخليجية نموذجاً لتحالف استراتيجي طويل الأمد، يمتد لأكثر من أربعة عقود، اتسمت بالثقة المتبادلة والنمو المشترك.

ترتكز هذه الشراكة على أسس واضحة من التعاون والدعم المتبادل؛ حيث أسهمت العلاقات التاريخية القوية بشكل كبير في تقريب وجهات النظر في العديد من الملفات، وتعزيز العمل المشترك في مختلف المجالات وخاصةً في جانب تطوير العلاقات على المستوى الاقتصادي والتجاري.

ويقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بجولة خليجية مرتقبة منتصف شهر مايو/أيار الجاري، في وقت تأتي فيه العلاقات الاقتصادية والتجارية في مختلف القطاعات الرئيسية -لا سيما القطاع التكنولوجي والذكاء الاصطناعي- من بين أبرز الملفات.

شراكة تجارية واستثمارية متجددة

وفق أحدث بيانات متوفرة على المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بلغ حجم التبادل التجاري لدول مجلس التعاون الخليجي مع الولايات المتحدة 94.7 مليار دولار مليار دولار في عام 2022، بزيادة قدرها 34.1% على أساس سنوي.

وتساهم صادرات دول المجلس في استقرار أسواق الطاقة العالمية وسلاسل الإمداد. وقد صدّرت دول المجلس خلال 2022 بضائع بقيمة 45 مليار دولار إلى الولايات المتحدة، بينما استوردت بضائع بقيمة 49.7 مليار دولار، ما يعني تحقق فائض للولايات المتحدة بقيمة 4.7 مليار دولار.

فيما تتسم الاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة بالعمق والتنوع. وفي ضوء العلاقات الاقتصادية الديناميكية والمتنامية تحرص الشركات الأمريكية على التوسع في أسواق الخليج.

ويشار إلى أن الصادرات الخليجية إلى الولايات المتحدة ارتفعت، خلال الربع الأول من 2024 بنسبة 20%، لتصل إلى 7.79 مليار دولار، مقارنة بـ6.22 مليار دولار في الفترة نفسها من 2023، وفق بيانات الحكومة الأمريكية.

وشكَّلت السعودية الجزءَ الأكبر في حجم الصادرات الخليجية إلى أمريكا، حيث بلغت نحو 3.29 مليار دولار، مقارنة بـ4.38 مليار دولار صادرات في الفترة نفسها من 2023، بتراجع 25%.

كما سجل الفائض التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي وأمريكا نحو 6.04 مليار دولار، لصالح الولايات المتحدة، خلال الربع الأول من 2024، وذلك مقابل عجز بقيمة 3.44 مليار دولار، في الفترة المقابلة من 2023.

مجلس التعاون الخليجي.. نموذج للاندماج والمرونة والقيادة المستقبلية

لقد أصبح مجلس التعاون لدول الخليج العربية نموذجاً للاندماج والمرونة والقيادة المستقبلية، حيث يبلغ عدد سكان دول المجلس أكثر من 57 مليون نسمة، نصفهم تقريباً تحت سن الثلاثين، مما يجعلها منطقة شابة وطموحة ومهيأة للتحول، وقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي للمجلس نحو 2.1 تريليون دولار في عام 2023، وتُشير التقديرات إلى أنه قد يصل إلى 6 تريليونات بحلول عام 2050، كما تدير صناديق الثروة السيادية بأكثر من 3.2 تريليون دولار -أي نحو ثلث إجمالي العالم-، منها 141 مليار دولار استثمارات في الولايات المتحدة. في حين تتجاوز احتياطات المجلس الأجنبية 700 مليار دولار.

ورغم ريادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عالمياً، في النفط والغاز، فإن رؤية المجلس تتعدى ذلك، فدوله تستثمر في الطاقة النظيفة، والذكاء الاصطناعي، والاقتصادات الرقمية، واستكشاف الفضاء، واستراتيجياتها للتنويع طموحة، وطموحاتها عالمية، والتزامها بالاستدامة طويل الأمد لا يتزعزع.

ازدهار مشترك.. وآفاق تنموية أرحب

وتُعد الرؤى الوطنية لدول المجلس بمثابة خرائط حقيقية للتنويع الاقتصادي، والريادة التكنولوجية والتقدم الاجتماعي ولجذب المواهب العالمية، وتعزز ريادة الأعمال، وتفتح آفاقاً جديدة.

ويرى مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الولايات المتحدة ليس فقط كحليف، بل شريك أساسي في هذا التحول معاً، يمكن معه استشراف وتحقيق الريادة في مجالات الطاقة النظيفة، والتكنولوجيا المتقدمة، والبنية الرقمية، والتنمية المستدامة.

ويؤكد المجلس الالتزام الدائم والراسخ وعلى أعلى مستويات القيادة، لتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في العلاقات الثنائية والمتعددة، في الحكومات، القطاع الخاص، القضايا الاستراتيجية والإنسانية، فالشراكة بين دول المجلس والولايات المتحدة ليست مجرد اتفاقيات، بل علاقة مبنية على القيم، ومعززة بالتجارب، ومسترشدة بهدف مشترك.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى