اقتصاد

«هدنة الـ30 يوما» في أوكرانيا.. مناورة أوروبية التف عليها بوتين


دعا قادة أوروبا إلى هدنة لمدة 30 يوما في أوكرانيا، وهو اقتراح تجاهله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وطرح عقد مباحثات مباشرة

في تركيا يوم الخميس المقبل.

وأدرك قادة أوروبا صعوبة التوصل إلى أي نتيجة ملموسة في محادثات السلام بشأن أوكرانيا، ودفع موسكو لوقف القتال في الوقت الذي يبدو أنها تستعد لتصعيد هجماتها خلال أشهر الصيف المقبلة.

ومع فقدان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صبرها بشأن النزاع وهو ما ينذر باحتمالية تقليص المساعدات الأمريكية لأوكرنيا إضافة إلى تخليها عن جهودها الرامية لإيجاد حل سلمي للنزاع، لم يكن أمام قادة أوكرانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وبولندا خيار إلا الدعوة لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما بداية من غد الإثنين.

ووضع الدعم الدبلوماسي الهائل الذي حققه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي البيت الأبيض في موقفٍ اضطر فيه إلى دعم محاولة أوروبية مباشرة للسيطرة على الحرب، وذلك وفقا لما ذكرته شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية.

وقالت “سي إن إن” إن دعوة أوروبا تجبر روسيا على تطبيق اقتراحٍ قدمته الولايات المتحدة وأوكرانيا سابقا لوقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا، كما أنها تُجبر أيضًا البيت الأبيض على تكثيف جهوده، ومراقبة الهدنة.

لكن بوتين قال إنه لا يعتقد أن أوكرانيا التزمت باتفاقات وقف إطلاق النار السابقة التي دعت إليها بلاده من جانب واحد، واقترح إجراء محادثات مباشرة، في إسطنبول يوم الخميس القادم، وهو ما اعتبره ماكرون وزيلينسكي بوضوح عرضا غير كافٍ، وأن وقف إطلاق النار يجب أن يسبق المحادثات.

ولأنه كان يتعين على الكرملين الرد فاختار بوتين ردا مركبا فرفض التطرق إلى اقتراح أوروبا وقدم اقتراحه الخاص ربما ليقول لترامب إنه مهتم بالسلام، لكن ليس بما يكفي للإشارة إلى أن الضغط الأوروبي يُجدي نفعًا.

ولا تزال هناك أسئلة أمام أوكرانيا وحلفائها حول كيفية دخول وقف إطلاق النار المقترح حيز التنفيذ، فهل تستطيع كييف أن تأمر قواتها بعدم الرد دفاعًا عن النفس؟ وإذا كانت الولايات المتحدة ستراقب الهدنة، كما اقترح ماكرون، فهل لديها القدرات الكافية، بالجودة والكم المناسبين، لدراسة مئات الأميال من خطوط المواجهة العنيفة؟

وربما تكون تكلفة الشهر المقبل على كييف وأوروبا باهظة، فقد تخسر أوكرانيا أرضًا مع تخفيف قواتها لردها على الهجمات الروسية خلال وقف إطلاق النار، وقد ينسحب البيت الأبيض من العملية ويعود إلى موقفه المتشدد واعتقاده بأن زيلينسكي هو المشكلة.

كما أن وحدة أوروبا التي تتجلى بوضوح اليوم في كييف، بدعم من أكثر من 12 دولة أخرى ستنهار خاصة إذا تراجع الدعم الأمريكي لأوكرانيا.

ومع ذلك فإن تكلفة عدم القيام بأي شيء أعلى، فمن المرجح أن يكون ضرر فقدان ترامب صبره أكبر بالنسبة لكييف من موسكو لأن حصول بوتين على شهرين آخرين من المواجهة مع كييف على الجبهات الأمامية سيترك زيلينسكي في مواجهة شتاءٍ قاسٍ آخر.

ووفقا لـ”سي إن إن”، يبدو أن قادة أكبر خمسة جيوش في أوروبا قد حسموا أمرهم بأن بوتين لا يريد السلام ولن يفكر جدياً في شهرٍ منه ويواجه هؤلاء أسابيع صعبةً لإثبات هذه الحقيقة، ثم إقناع ترامب بأنه يجب عليه اتخاذ موقفٍ أكثر صرامةً تجاه روسيا.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى