اقتصاد

تحشيدات المليشيات بعاصمة ليبيا.. تحذيرات دولية ودعوات للتهدئة


وسط تصاعد التوترات الأمنية التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس، أطلقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تحذيرات، مطالبة قادة الميليشيات المسلحة التي تفرض حصارًا على المدينة بالتهدئة العاجلة، وتفادي أي أعمال قد تجر البلاد إلى أتون الحرب.

وتسود طرابلس أجواء مشحونة، نتيجة تحركات عسكرية تشهدها المدينة منذ أيام، حيث انتشرت المليشيات المسلحة بكثافة في الشوارع، وسط أنباء عن خلافات حادة داخل الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، مما يشير إلى وجود انقسام داخلي يعمق من حالة الانفلات.

وقف التصعيد

وشددت البعثة الأممية على ضرورة الامتناع عن التصعيد، مؤكدة أهمية الحوار البناء كوسيلة لتسوية الخلافات. وأعربت عن دعمها الكامل للجهود المحلية التي يبذلها الأعيان والقيادات الاجتماعية لاحتواء الموقف.

وأشارت إلى أن حماية المدنيين تبقى مسؤولية أساسية تقع على عاتق جميع الأطراف المنخرطة في الأزمة.

وكشفت مصادر ليبية وشهود عيان لـ”العين الإخبارية” أن السيطرة الفعلية على العاصمة باتت بيد جماعات مسلحة لا تخضع لأي سلطة شرعية، مستغلة حالة الفراغ السياسي الناتجة عن فشل مؤسسات الدولة غرب ليبيا”، ما اعتبرته هذه المصادر “بيئة خصبة لتنامي نفوذ المليشيات وسعيها لتحقيق مكاسب ضيقة عبر استعراض القوة”.

الدعوات الأممية لاقت صدى لدى المجتمع الدولي، فالاتحاد الأوروبي أعلن دعمه الكامل لنداءات التهدئة، من خلال بيان لسفيره في ليبيا، نيكولا أورلاندو.

كما عبّرت السفارة الأمريكية عن قلقها من تطورات الوضع الأمني، داعية الأطراف الليبية إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة الحوار السياسي قبل أن تتحول طرابلس إلى ساحة مواجهات مسلحة يصعب احتواؤها.

نداءات داخلية

في الداخل، لم تغب الأصوات البرلمانية عن المشهد، إذ أصدر 13 نائبًا في البرلمان الليبي بيانًا مشتركًا عبّروا فيه عن قلقهم العميق من تفاقم ما وصفوه بـ”العبث الأمني” الذي حوّل العاصمة إلى رهينة في يد الجماعات المسلحة.

النواب حمّلوا الطبقة السياسية المسؤولية عن هذا التدهور، معتبرين أن الأزمة الراهنة هي نتيجة مباشرة لفشل عملية توحيد مؤسسات الدولة وتعطيل تشكيل حكومة موحدة، إلى جانب استمرار الجمود في اختيار المناصب السيادية.

ويترقب الشارع الليبي مآلات هذه الاجتماعات، وسط دعوات لإعادة تفعيل اللجنة العسكرية المشتركة المعروفة بـ(5+5) كآلية أساسية لإعادة بناء الثقة وفرض الأمن بشكل مستدام.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى