اقتصاد

مركز للذكاء الاصطناعي بقدرة 5 غيغاواط في أبوظبي.. الأكبر خارج أمريكا


كشفت وزارة التجارة الأمريكية الخميس، عن مركز إماراتي أمريكي جديد وشامل للذكاء الاصطناعي بقدرة 5 غيغاواط في أبوظبي خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دولة الإمارات.

استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الخميس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة، الذي يزور دولة الإمارات في إطار “زيارة دولة” رسمية تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين.

وفقا لرويترز، قالت وزارة التجارة الأمريكية في بيان، إن لمركز الإماراتي الجديد للذكاء الاصطناعي هو الأكبر خارج أمريكا وسيضم شركات ضخمة ومؤسسات أمريكية.

وأوضحت الوزارة، أنه سيتم بناء مركز الذكاء الاصطناعي الجديد بواسطة شركة جي 42 الإماراتية وسيتم تشغيله بالشراكة مع عدد من الشركات الأمريكية.

تشهد العلاقات بين دولة الإمارات والولايات المتحدة تطورا متسارعا في مجالات التكنولوجيا والابتكار، لا سيما في التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والتقنيات الحيوية، والطاقة النظيفة.

ويعكس هذا التطور رؤية استراتيجية من الجانبين لتعزيز التحول الرقمي وتوسيع مجالات التعاون بما يتجاوز الشراكة التقليدية إلى شراكة مستقبلية قائمة على المعرفة والابتكار.

على مدى السنوات الأخيرة، عملت دولة الإمارات على ترسيخ مكانتها كدولة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث كانت من أوائل الدول في العالم التي عينت وزيرا للذكاء الاصطناعي عام 2017.

ومن خلال استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، تسعى الإمارات إلى أن تكون في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال بحلول العقد المقبل، عبر تسخير الذكاء الاصطناعي في قطاعات متعددة مثل الصحة، والتعليم، والنقل، والطاقة، والأمن السيبراني.

ولعل أبرز مظهر لهذا الطموح تجسد مؤخرًا في الشراكات الاستراتيجية التي تقودها الإمارات مع شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، وفي مقدمتها شركة “Nvidia”، الرائدة عالميا في مجال تصنيع وحدات المعالجة الرسومية (GPU).

يمثل التعاون بين الإمارات والولايات المتحدة في مجال التقنيات المتقدمة نموذجا يحتذى به في بناء تحالفات استراتيجية قائمة على تبادل المصالح ونقل المعرفة.

فقد توسعت مجالات الشراكة لتشمل تطوير البنية التحتية الرقمية، واستثمار الإمارات في الشركات الناشئة الأمريكية المتخصصة في الابتكار، بالإضافة إلى دعم الأبحاث والتطوير في مجالات مثل الروبوتات والبيانات الضخمة والتعلم الآلي.

واحدة من أبرز هذه المبادرات تمثلت في استثمار الإمارات عبر “القابضة” (ADQ) 25 مليار دولار في مشاريع أمريكية تتعلق بالطاقة المتجددة، والتقنيات النظيفة، والبنية التحتية الذكية، بالتعاون مع شركاء استراتيجيين من القطاع الخاص في الولايات المتحدة. هذه المشاريع تسعى ليس فقط إلى تحقيق عائد استثماري، بل إلى خلق بيئة عالمية مستدامة ومتقدمة تكنولوجيًا.

تمتلك الإمارات اليوم أحد أكثر البيئات تشجيعا لتبني الذكاء الاصطناعي، مدعومة بتشريعات مرنة، وبنية تحتية رقمية متقدمة، واستثمارات ضخمة في مراكز البيانات والخوارزميات. وقد تم إدراج الدولة في التقارير العالمية ضمن قائمة الدول العشر الأولى في سباق الذكاء الاصطناعي، خاصة من حيث الجاهزية الرقمية واستقطاب المواهب.

وتدير الإمارات اليوم منظومة متكاملة من مراكز الأبحاث والشراكات مع جامعات أمريكية عريقة مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة ستانفورد، ما يعزز نقل الخبرات ويوسع من قاعدة المعرفة المحلية.

كما تعمل الدولة على تطوير نظام تشريعي متكامل لضبط استخدامات الذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية وآمنة، وتشجع الشركات الناشئة عبر مبادرات مثل “منصة دبي للذكاء الاصطناعي” و”مختبرات الإمارات للابتكار”.

الاستثمارات الإماراتية في التقنيات المتقدمة داخل الولايات المتحدة، إلى جانب الشراكات الاستراتيجية مع كبرى شركات التكنولوجيا، جعلت من الإمارات لاعبا محوريا على المسرح الدولي في مجال الابتكار الرقمي. فهي لا تكتفي باستيراد التكنولوجيا، بل تعمل على تطويرها وتوطينها، وتسعى إلى تصدير حلولها الذكية إلى الأسواق الإقليمية والعالمية.

ولا شك أن هذا التحالف الإماراتي الأمريكي في التكنولوجيا يمهد الطريق لمستقبل أكثر ترابطا، حيث تسهم الابتكارات الرقمية في تحسين جودة الحياة وتعزيز التنافسية الاقتصادية، في ظل عالم سريع التغير.

تسير الإمارات بخطى واثقة نحو تحقيق ريادة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، مدعومة بشراكة استراتيجية متينة مع الولايات المتحدة. ويبدو أن السنوات المقبلة ستحمل معها المزيد من المبادرات والمشاريع التي ستعزز من موقع الإمارات كلاعب دولي في رسم ملامح الاقتصاد الرقمي العالمي.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى