اقتصاد

زيارة ترامب للإمارات.. رسائل هامة واتفاقيات مليارية تعزز العلاقات التاريخية


نتائج بارزة حققتها زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإمارات تتوج 5 عقود من الشراكة الاستراتيجية، وترسم مستقبل واعد لعلاقات البلدين.

وأجرى ترامب “زيارة دولة” للإمارات، يومي الخميس والجمعة، في ختام جولة خليجية شملت السعودية وقطر بدأت في 13 مايو/أيار الجاري، في أول زيارة خارجية رئيسية له في ولايته الثانية، والأولى له لدولة الإمارات.

وقوبل ترامب في زيارته بحفاوة استثنائية تبرز كرم الضيافة والقيم والمبادئ الإماراتية الأصيلة، وتعبر في الوقت نفسه عن الأهمية التي توليها دولة الإمارات لتلك الزيارة وتقديرها لضيف الدولة الكبير.

أيضا حققت زيارة ترامب نتائج بارزة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والإنسانية، كما تخللها رسائل هامة تبرز قيم التسامح والأخوة الإنسانية والعرفان والامتنان والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والتقدير الأمريكي للإمارات وللشيخ محمد بن زايد آل نهيان  رئيس دولة الإمارات، الذي وصفه ترامب بأنه “قائد عظيم” و”محارب عظيم ورجل ذو رؤية” .

وتعد الزيارة علامة فارقة ومحطة تاريخية مهمة في مسار العلاقات بين البلدين التي تأسست عام 1971.

حفاوة استثنائية

رسمت الإمارات لوحة مبدعة في سماء وأرض البلاد ترحيبا بزيارة الرئيس الأمريكي.

واستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس ترامب بحفاوة بالغة وترحيب كبير، ظهرت ملامحها في مشاهد عديدة وهي:

–    تقدم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مستقبلي الرئيس الأمريكي لدى وصوله والوفد المرافق إلى مطار الرئاسة في أبوظبي.

–    رافق الطائرة التي تقل الرئيس الأمريكي لدى دخولها أجواء دولة الإمارات سرب من الطائرات العسكرية احتفاء بزيارته، حيث استأذنه قائد السرب بمرافقته إلى مطار الرئاسة مرحباً به في دولة الإمارات.

–    استقبلت الإمارات ترامب بباقة ورود بيضاء قدمتها له طفلة إماراتية فور هبوطه من الطائرة، الأمر الذي قوبل باستحسان ترامب.

–    جرت للرئيس ترامب مراسم استقبال رسمية ـ لدى وصول موكبه إلى قصر الوطن في أبوظبي ــ حيث :
•    رحبت ثلة من الفرسان على صهوات الخيول وفرق الهجانة بالضيف
•    قدمت فرق الفنون الشعبية الإماراتية المتنوعة عروضها احتفاء بزيارته
•     اصطحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ضيف البلاد إلى منصة الشرف وعزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات والولايات المتحدة
•    أطلقت المدفعية 21 طلقة واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية له بجانب مجموعات من الأطفال يلوحون بأعلام البلدين ويرددون العبارات الترحيبية
•    شاركت في مراسم الاستقبال “مجموعة مجتمعية” ضمت عدداً من الطلبة المتميزين من “مخيمات الفضاء” إضافة إلى مجموعة من رواد الفضاء ومهندسي المهمات الفضائية للتعبير عن الأهمية التي توليها الدولة بتعزيز دور مختلف فئات المجتمع في مشاريعها التنموية
–    تزينت معالم أبوظبي وشوارعها بأعلام الولايات المتحدة وعلى امتداد الطريق من مطار الرئاسة إلى قصر الوطن بجانب العبارات الترحيبية بالرئيس دونالد ترامب واحتفاء بزيارته إلى البلاد
–    منح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس ترامب “وسام زايد” الذي يعد أعلى وسام تمنحه دولة الإمارات إلى قادة الدول ورؤسائها وملوكها وذلك تقديراً للجهود التي بذلها في تعزيز علاقات التعاون بين دولة الإمارات والولايات المتحدة وازدهارها وتعبيراً عن الاعتزاز بهذه العلاقات.
–    أقام رئيس الإمارات مأدبة عشاء تكريماً للرئيس الأمريكي والوفد المرافق
–    أضاء برج خليفة، بألوان العلم الأمريكي، احتفاء بزيارة الرئيس ترامب إلى دولة الإمارات
–    سادت الزيارة منذ بدايتها وحتى ختامها أجواء ودية، تجسد العلاقات القوية التي تربط الزعيمين والبلدين.
–    تعد “زيارة الدولة” هي الأعلى مستوى بين أنواع الزيارات التي تتم بين قادة الدول ورؤساء الحكومات، ولها مراسم وبرامج وبروتوكولات خاصة، منذ الإعداد لها وحتى إتمامها.

مباحثات هامة

أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قصر الوطن بأبوظبي تناولت ما يلي:

-العلاقات الاستراتيجية التي تجمع دولة الإمارات والولايات المتحدة والعمل المشترك على تعزيزها وتوسيع آفاقها في مختلف المجالات بما يحقق مصالحهما المشتركة.

– آفاق التعاون وفرص توسيع مجالاته خاصة الاستثمار والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والصناعات وغيرها من الجوانب التي تخدم رؤية البلدين تجاه تحقيق مستقبل أكثر ازدهاراً للجميع.

-القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك تركزت حول التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها الجهود المبذولة تجاه وقف إطلاق النار في قطاع غزة واحتواء التصعيد في المنطقة الذي يهدد أمنها واستقرارها.

رسائل مهمة

وجه الزعيمان خلال مباحثاتهما عددا من الرسائل المهمة سواء على صعيد الشراكة الإستراتيجية بين بلديهما أو القضايا الإقليمية والدولية من أبرزها:
–    أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أهمية زيارة ترامب في دفع علاقات التعاون الإستراتيجي بين البلدين على جميع المستويات.

–    أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية تجمعهما علاقات صداقة وتحالف إستراتيجي متين تقوم على أسس راسخة من الثقة والاحترام المتبادلين والمصالح المشتركة.. إضافة إلى ارتكازها على تاريخ طويل من التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.

–    شدد الرئيس الإماراتي على حرص بلاده على مواصلة تعزيز تعاونها مع الولايات المتحدة الأمريكية في ظل رؤاهما المشتركة بشأن العمل من أجل السلام والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط والعالم وبناء موقف دولي فاعل تجاه التحديات العالمية المشتركة..وذلك انطلاقاً من نهج دولة الإمارات الثابت تجاه دعم الاستقرار والسلام والتنمية على المستويين الإقليمي والعالمي من خلال العمل الدولي الجماعي متعدد الأطراف.

–    أكد الرئيس الإماراتي أهمية مواصلة الجهود المبذولة تجاه وقف إطلاق النار في قطاع غزة ودفعها نحو المسار السياسي لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم الذي يقوم على أساس “حل الدولتين ” ما يضمن الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة كافة.

– أشاد الرئيس الأمريكي بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مؤكداً أن العلاقات بين دولة الإمارات والولايات المتحدة بلغت أعلى مستوياتها وتواصل تحقيق مزيد من التطور.

–    أكد الزعيمان خلال اللقاء حرصهما على مواصلة تعزيز علاقات التعاون الاستراتيجي بين البلدين في ظل الاهتمام الذي توليه قيادتهما لتطوير هذه العلاقات بما يحقق مصالحهما المشتركة.

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الأمريكي

تقدير أمريكي.. لفتات بالجملة

أيضا تخلل الزيارة العديد من اللفتات، التي تبرز التقدير الأمريكي للإمارات وقيادتها، يمكن رصدها فيما يلي:
–    لم يفوت الرئيس ترامب فرصة إلا وأشاد فيها بالرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث وصفه قبيل وصوله للإمارات بساعات بأنه “قائد عظيم”، وخلال مباحثاته معه في قصر الوطن أكد إنه “محارب عظيم ورجل ذو رؤية”.

–    في لفتة تبرز العلاقات القوية التي تربط الزعيمين والتقدير المتبادل بينهما، حرص الرئيس ترامب على تبادل الأحاديث الودية مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان منذ هبوطه من الطائرة.

– كتب الرئيس ترامب كلمة في سجل الزوار في قصر الوطن عبّر خلالها عن سعادته بزيارة دولة الإمارات ولقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مؤكداً أن العلاقات الإماراتية – الأمريكية استراتيجية راسخة، ويواصل البلدان العمل معاً على تعزيزها بما يخدم التنمية المشتركة متمنياً لدولة الإمارات وشعبها مزيداً من التقدم والازدهار.

– حرص الرئيس الأمريكي ومرافقوه على توثيق لحظة دخولهم الأجواء الإماراتية، مبدين إعجابهم بالنهضة العمرانية التي تشهدها البلاد، وسط إعجاب بمظهر جزر النخيل الخلاب

– أبدى الرئيس ترامب إعجابه بقصر الوطن الذي يحمل بين جنباته أصالة التراث ورؤية الحاضر لمستقبل أكثر ازدهارا عبر أجنحته العالية التي تضم تحفا ومخطوطات تاريخية.

اتفاقات مليارية

شهدت الزيارة توقيع العديد من الاتفاقيات المليارية بين البلدين، إضافة إلى الإعلان عن خطط لاستثمار 1.4 تريليون دولار خلال السنوات الـ10 المقبلة، يمكن رصدها فيما يلي:
–    شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس ترامب إعلان تدشين مجمّع الذكاء الاصطناعي الإماراتي ـ الأمريكي الشامل بسعة قدرها 5 غيغاوات، والذي يعد الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة، وذلك في إطار زيارة دولة يقوم بها الرئيس الأميركي إلى دولة الإمارات.

وسيحتضن هذا المجمّع شركات أمريكية قادرة على الاستفادة من الإمكانات لتوفير خدمات الحوسبة الإقليمية مع إمكانية خدمة دول الجنوب العالمي، كما يوفر سعة قدرها 5 غيغاوات لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في أبوظبي، مما يخلق منصة إقليمية تمكن الشركات الأميركية العملاقة من تقديم خدمات سريعة لما يقرب من نصف سكان العالم.

وسيستخدم هذا المجمّع عند اكتماله، الطاقة النووية والطاقة الشمسية وطاقة الغاز، لتقليل الانبعاثات الكربونية، كما سيضم مركزاً علمياً يُسهم في دفع عجلة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.

وستتولى شركة “جي 42” بناء هذا المجمّع وتشغيله بالشراكة مع عدة شركات أمريكية.

–    أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب، أبرم صفقات جديدة مع الإمارات بقيمة تصل إلى 200 مليار دولار، من بينها اتفاقية بقيمة 14.5 مليار دولار بين شركة بوينغ، وجنرال إلكتريك للطيران، والاتحاد للطيران، وفقا لما نقلته رويترز.

–    قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إن دولة الإمارات تخطط لاستثمار 1.4 تريليون دولار في مجالات التكنولوجيا والطاقة والذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة، خلال السنوات الـ10 المقبلة.

–    شارك الرئيس الأمريكي الجمعة في حوار الأعمال الإماراتي الأمريكي، وأعلن خلاله الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ومجموعة شركاتها، أن الإمارات وأمريكا تعتزمان استثمار 440 مليار دولار في قطاع الطاقة حتى عام 2035.

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الأمريكي

رسائل تسامح

أيضا تخلل الزيارة توجيه رسائل تسامح، آثرت دولة الإمارات أن ترسلها للعالم أجمع، من خلال حرصها على أن يكون جامع الشيخ زايد في أبوظبي المحطة الأولى في زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، و”بيت العائلة الإبراهيمية” في جزيرة السعديات بالعاصمة أبوظبي محطته الختامية.

وفور وصوله إلى دولة الإمارات، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفقة الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، زيارة إلى جامع الشيخ زايد الكبير في العاصمة أبوظبي.

وتجول ترامب في أروقة الجامع، مستمعا إلى معلومات عنه من ولي عهد أبوظبي، مبديا إعجابه بما رآه وما كان يستمع إليه.

ويعد جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي أحد أكثر المساجد شهرة في العالم، بعمارته الرائعة، ورسالته الحضارية الراقية، الداعية لنشر قيم التسامح وغرس مفاهيم الإسلام الصحيح.

ومن المقرر أن يختتم الرئيس ترامب، الجمعة، زيارته الرسمية إلى دولة الإمارات، بزيارة رمزية إلى “بيت العائلة الإبراهيمية” تشكل المحطة الأخيرة في جولته تأكيدًا لالتزام البلدين المشترك بقيم التسامح والتعايش بين مختلف الأديان والثقافات.

ويُعد “بيت العائلة الإبراهيمية” صرحًا حضاريًا فريدًا يعكس روح الأخوة الإنسانية، إذ يجمع في تصميمه ثلاثة دور عبادة متماثلة مخصصة للمسجد والكنيسة والكنيس، إلى جانب مركز تعليمي يُعزز الحوار والتفاهم بين أتباع الديانات السماوية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية.

ويستمد المشروع رؤيته من “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي وقّعها بابا الفاتيكان الراحل البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف خلال زيارتهما التاريخية إلى أبوظبي في فبراير/ شباط 2019، والتي أرست مبادئ السلام والاحترام المتبادل بين الشعوب.

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الأمريكي

قصة مؤثرة

أيضا من اللفتات البارزة خلال الزيارة، تلك القصة المؤثرة التي تحمل كل قيم الوفاء والامتنان والعرفان، الذي أرّخ بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لعلاقات بلاده بأمريكا.

القصة رواها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال استقباله قصر الوطن في أبوظبي مساء.

وفي كلمته قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان :”العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا أقيمت عام 1971، لكن التواصل بين الشعبين يعود إلى ما قبل ذلك، هناك طبيبان أمريكيان، اسمهما محفوران في ذاكرة دولة الإمارات هما الدكتور بات وماريانا كيندي، اللذين جاء إلى مدينة العين في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وعملا في ظروف صعبة جدا حيث كان يتوفى من كل طفلين طفل واحد ،وكانت هناك وفاة من كل 4 أمهات خلال الولادة”.

وأضاف :”أسس الطبيبان الأمريكيان آنذاك مستشفى الواحة، الذي لعب دورا رئيسيا في تاريخ الرعاية الصحية في دولة الإمارات”.

وتابع: “وبعد وصولهما ببضعة أشهر، أنا ولدت في هذا المستشفى، وتقديرا لجهودهما في مجتمع الإمارات تم منحهما جائزة أبوظبي في دورتها الأولى عام 2005، كما جرى تغيير اسم المستشفى عام 2019 إلى مستشفى كند تكريما لهما، واستقبلت عائلتيهما في أبوظبي عرفانا بما قدماه من خدمات لشعب دولة الإمارات” .

وبتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تم تغيير اسم مستشفى الواحة في العين إلى “مستشفى كند” في ديسمبر/كانون الأول 2019، تقديراً وعرفاناً للدور الذي قام به مؤسسا المستشفى الزوجان بات وماريانا كينيدي في تطوير الرعاية الصحية لاسيما لحديثي الولادة في مدينة العين منذ ستينيات القرن الماضي، ولتوثيق الاسم المتداول للمستشفى والمتعارف عليه بين سكان مدينة العين، وتعزيزاً لقيم التعايش والتسامح.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى