اقتصاد

من غزة إلى إيران.. عبدالله بن زايد يرسم خارطة سلام الشرق الأوسط


ترفع راية السلام وتقدم للعالم نموذجا رائدا يتجاوز حدودها من أجل صياغة مستقبل الازدهار الدولي وإعادة تشكيل ملامح منطقة مستقرة.

فمن الزيارة التاريخية التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مرورا بحرب غزة، وملف إيران، وصولا إلى سوريا والاتفاقات الإبراهيمية، يفتح الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي أبرز ملفات الساعة، ليستعرض الدور الإماراتي الهام في تعديل إخلالات الأزمات والصراعات والحروب.

جاء ذلك في مقابلة للشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ضمن برنامج “تقرير خاص” (Special Report) على قناة “فوكس نيوز” الأمريكية.

وفي معرض رده عن رؤيته لزيارة ترامب للإمارات ضمن جولته الخليجية، وما تعنيه الزيارة سواء للدولة أو المنطقة، قال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «ما من شك في أنها زيارة تاريخية بالنسبة لنا، وبالنسبة لعلاقاتنا».

وأضاف: «لقد كان الرئيس ترامب، وأمريكا، رائعين جدًا مع دولة الإمارات في دعم هذه العلاقة، ودفعها نحو المستقبل». 

وتابع: «نحن أمة منفتحة جدًا، تمامًا مثل بلدكم. الناس أحرار في فعل ما يشاءون وممارسة دياناتهم كيفما شاءوا؛ لدينا كنائس، ومساجد، ومعابد يهودية، وهندوسية».

وأعرب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عن اعتقاده بأن «قيمنا متشابهة إلى حد بعيد. نحن نعتبر العائلة جزءًا أساسيًا من علاقاتنا. وعندما ننظر إلى العالم، للأسف، هناك من لا يوافقنا، لكن الغالبية توافق».

وبخصوص الصفقات المبرمة خلال الزيارة، وما تعنيه هذه الاستثمارات الضخمة بالنسبة للعلاقات الثنائية، قال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إن “الأمر ينجح لأن بلدكم منفتح جدًا على الأعمال التجارية».

وأردف: «نحن نستثمر في الولايات المتحدة منذ عقود، لكننا الآن نخطو خطوة إضافية، ليس فقط من حيث الحجم، بل من حيث الثقة أيضًا. ونحن ممتنون للرئيس ترامب على ذلك».

واختتم ترامب جولته الخليجية الجمعة في الإمارات، بعد محطّتي السعودية ثم قطر حيث أعلن صفقات بمليارات الدولارات، إضافة إلى انفتاح دبلوماسي تجاه سوريا، وتفاؤل بشأن اتفاق نووي مع إيران.

أزمة غزة

في تطرقه لحرب غزة المستمرة بين إسرائيل وحركة “حماس”، وضمن استعراضه لرؤيته للوضع واستشرافه له، تحدث الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عن الحراك متعدد الأبعاد الذي خاضته دولة الإمارات منذ بداية الصراع.

وقال: «قدمت الإمارات أكثر من 42 في المائة من مجمل المساعدات الدولية إلى غزة خلال العامين الماضيين تقريبًا. والآن، خلال هذه الحرب، لولا اتفاقيات إبراهيم بين الإمارات وإسرائيل، والدور العظيم الذي لعبه وأطلقه الرئيس ترامب، ما كنا لنتمكن من إيصال هذه الكمية من المساعدات إلى القطاع».

وبشأن ما يمكن أن يكون عليه اليوم التالي بعد الحرب، ومن ينبغي أن يتولى مسؤولية الأمن في غزة، أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على ضرورة «إطلاق الرهائن أولا، نحتاج إلى التهدئة في غزة. ونحتاج إلى سلطة، لا تكون ضمنها حماس، تتولى السيطرة على غزة».

أما بخصوص الدور الذي يمكن لدولة الإمارات أن تلعبه في هذا الشأن، شدد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على أنه «إذا استطعنا تقديم المساعدة، أو الأفكار، فنحن دائمًا مستعدون».

وردا عن سؤال عن موقف السلطة الفلسطينية، أعرب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عن اعتقاده بأنهم «سئموا جدًا من الوضع الحالي، ويمكنك أن تلمس ذلك منهم. إنهم يريدون نهاية لهذه الحرب».

«وهل سيكون لهم دور أم لا؟»، يقول الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان «ذلك يعتمد على مدى المساعدة – أو عدمها – التي تقدمها الولايات المتحدة، وإسرائيل، والبقية. ولكن في نهاية المطاف، لا يمكن أن يدير غزة سوى الفلسطينيين».

إيران

الملف النووي الإيراني كان حاضرا أيضا بالمقابلة ليفرض سؤالا عن سيناريوهات ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع وما إن كانت طهران ستبرم صفقة تفكك بموجبها برنامجها النووي.

وفي معرض رده، قال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «أنا أؤمن بالنماذج الجيدة. أنظر إلى الإمارات، وأرى أننا عقدنا صفقة نووية مع الولايات المتحدة، اتفاق 123 والتي تعتبر “المعيار الذهبي”. وأتمنى حقًا أن يعلم الجميع في المنطقة وخارجها كيف كانت هذه الصفقة مفيدة للغاية لكلا بلدينا».

و«اتفاقية 123» التاريخية لدولة الإمارات تتيح تطوير برنامجها لإنتاج الطاقة النووية السلمية،

وشدد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في رده عما إذا كان هناك نموذج يمكن لإيران أو لدولة الإمارات أو السعودية تبنيه لحل مسألة تفكيك البرنامج النووي من الناحية العسكرية، على أن الأمر «يتعلق بالثقة والشفافية. وإذا تمكنا من تجاوز هذين الأمرين، يمكننا أن نحقق أشياء عظيمة معًا».

وبتطرق المذيع إلى وكلاء إيران في عدة جبهات، بينهم الحوثيون وحماس، وما يفرضه ذلك من «خطوط حمراء أخرى» على حد قوله، قال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «أعتقد أن على أي دولة أن تحترم القانون الدولي».

كما أعرب عن أمله في أن «تنظر إيران إلى مقاربة الرئيس ترامب، هذه الانفراجة الأمريكية تجاه الشعب الإيراني، والتي يمكن أن تكون مفيدة جدًا للإيرانيين، ولكن القرار في النهاية يعود للشعب الإيراني».

سوريا

في الملف السوري، وعقب إعلان ترامب رفع العقوبات عن البلد العربي، اعتبر الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن «الرئيس (السوري) وحكومته يدلون بتصريحات جيدة».

وأضاف: «من الواضح أنهم لا يملكون القدرة في الوقت الحالي على تنفيذ وعودهم. وآمل أن يساهم رفع العقوبات في منحهم هذه القدرة. ولكن لا بد من التحقق من هذه الوعود. وكما قال الرئيس (الأمريكي الأسبق رونالد) ريغان ذات مرة: ثق، لكن تحقق”.

«مستقبل مشرق»

في رؤيته لمستقبل الإمارات والمنطقة بشكل عام، قال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «أرى الكثير من الأمل. هذه دولة عمرها يزيد قليلاً على 50 عامًا منذ قيام اتحادها. قبل ذلك بخمسة عشر عامًا فقط – أي قبل 65 سنة – كنا أنشأنا أول مستشفى لنا. صدق أو لا تصدق، بناها مبشر أمريكي». 

وتابع: «يسعدني أن أقول إنه في العام الماضي فقط، زار دولة الإمارات أكثر من مليون أمريكي. وهذا يخبرك بالكثير عن مدى الأمان، والازدهار، والإثارة التي تحظى بها هذه المنطقة من العالم.

وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان  أنه يتوقع مستقبلا مشرقا، قائلا «إنني ما كنت لأشغل هذا المنصب لو لم أكن متفائلًا».

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى