«أبيك» تحذر من تأثيرات التوترات التجارية على النمو الاقتصادي العالمي
حذّرت مجموعة “أبيك” الدولية التي تضم 21 اقتصادًا من أنحاء العالم، من بينها الولايات المتحدة والصين، من أن نموها الجماعي مهدد بتباطؤ حاد، في ظلّ توترات التعريفات الجمركية وعدم اليقين السياسي الذي يُؤثر سلبًا على الاستثمار والتجارة.
ويتوقع خبراء “أبيك”، منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، انخفاض النمو الجماعي لاقتصاديات الدول الأعضاء إلى 2.6% في عام 2025، من 3.6% في العام السابق.
ونقلت شبكة سي إن بي سي، تصريحات لكارلوس كورياما، مدير وحدة دعم السياسات في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، الذي قال خلال اجتماع للمنتدى في كوريا الجنوبية، “من زيادات التعريفات الجمركية والإجراءات الانتقامية إلى تعليق إجراءات تيسير التجارة وانتشار الحواجز غير الجمركية، نشهد بيئة غير مواتية للتجارة”.
وأضاف كورياما أيضًا أن حالة عدم اليقين تُلقي بثقلها على ثقة الأعمال، مما يدفع العديد من الشركات إلى تأجيل الاستثمارات وإطلاق المنتجات الجديدة حتى يصبح الوضع أكثر قابلية للتنبؤ.
ويأتي هذا الاجتماع في وقتٍ دفعت فيه سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية والتعريفات الجمركية المتبادلة الضخمة الشركاء إلى اتخاذ إجراءات للرد، ورغم تعليق الرسوم الجمركية المتبادلة، لا يزال الوضع محفوفًا بعدم اليقين.
وأشار كورياما إلى أن استعادة الثقة في التجارة لا تتطلب تخفيف التوترات فحسب، بل تتطلب أيضًا إجراءات مثل تعزيز مرونة سلاسل التوريد وتحسين شفافية قواعد وإجراءات التجارة.
كما عكست تعليقات مسؤولين تجاريين سابقين وحاليين لشبكة CNBC هذا الرأي، مؤكدين على أهمية القدرة على التنبؤ في التجارة العالمية.
وصرحت وزيرة التجارة الكندية السابقة، ماري نغ، للشبكة الأمريكية، “أن الشركات ورواد الأعمال والدول تتطلع إلى اتفاقيات تجارية توفر لشركائها التجاريين قدرًا معينًا من القدرة على التنبؤ في التعامل التجاري فيما بينهم”.
وكانت نغ وزيرة للتجارة عندما فرض ترامب رسومًا بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم – مع العلم أن الولايات المتحدة أكبر سوق للصلب بالنسبة لكندا – وسعت نغ إلى إجراء مشاورات رسمية مع الولايات المتحدة لمعالجة القضايا المتعلقة بالرسوم الجمركية.
وقالت حول ذلك، “أعتقد أننا جميعا مدينون لاقتصاداتنا، وشعوبنا، وشركاتنا، ببذل قصارى جهدنا، وتهيئة الظروف والبيئات المناسبة، بما يضمن القدرة على التنبؤ، والقواعد، وبما يمكّن الشركات من الاعتماد على ذلك والتخطيط له، هذا ما ينتظرونه من الحكومات.”
وأكد وزير التجارة والاستثمار الماليزي، تنكو ظفرول عزيز، الذي رحّب بتهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين مؤخرًا، على أهمية الحوار بين الدول.
وصرح لشبكة CNBC أن ماليزيا ودول رابطة دول جنوب شرق آسيا الأخرى تؤمن بنظام تجاري متعدد الأطراف قائم على القواعد.
وحضرت نغوزي أوكونغو إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، الفعالية، وحثت على “ضرورة إجراء حوار مع الولايات المتحدة لمعرفة أسباب وصولنا إلى هذه المرحلة وما يمكننا فعله حيالها”.
وحذرت من التوترات بين الولايات المتحدة والصين، قائلةً، “إذا انقسم العالم إلى كتلتين تجاريتين عالميتين، فقد نخسر 7% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي على المدى الطويل”.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز