«فكرة سحرية» للنجاة من حرب التجارة.. شركات اللوجستيات العكسية تتصدر المشهد
في وقت الحرب التجارية وانعدام اليقين الذي تعيشه التجارة الدولية في الوقت الحالي، يبحث التجار عن شتى السبل لتعويض الخسارة.
من ضمن هذه السبل، فكرة سحرية توصل لها عدد من تجار التجزئة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الاعتماد على بيع المنتجات المعادة، التي قام المستهلكين بإعادتها للمتاجر بعد شرائهم لها.
وتخضع هذه المنتجات بعد ذلك، لدورة حياتية تعتبر جزءًا مما يعرف بصناعة “اللوجستيات العكسية” المترامية الأطراف التي تعيد تدوير المنتجات الفائضة والبضائع المُعادة.
ومع حرب التعريفات الجمركية التي شنها الرئيس الأأمريكي دونالد ترامب على الصين، تستعد شركات مثل ReturnPro وشركات اللوجستيات العكسية الأخرى لزيادة كبيرة في الطلب على السلع المعادة التي سيتم تجديد عرضها للجمهور في الأشهر المقبلة.
صناعة اللوجيستيات العكسية
وقدمت صحيفة “نيويورك تايمز” نموذجا كمثال على عملية إعادة تدوير المنتجات المعادة، وتقول الصحيفة، إنه في عصر أحد الأيام الماضية، امتلأت أرصفة الاستقبال في مستودع بمساحة 250 ألف قدم مربع في منطقة فورت وورث الأمريكية، بأجهزة تلفزيون وأجهزة كمبيوتر محمولة، وأدوات كهربائية وقضبان صيد، ولوازم مطبخ وألعاب، جميعها كانت منتجات أعادها المستهلكين بعد الشراء.
وكان المستودع تابعًا لشركة ReturnPro، وكانت البضائع التي تمر عبره، والتي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، قد أعادها المستهلكون إلى تجار تجزئة رئيسيين، بما في ذلك سلسلة وول مارت، وجيه سي بيني، ومتاجر Bass Pro.
ومن ثم قام هؤلاء التجار بشحن هذه البضائع إلى ReturnPro، التي تمتلك ما يزيد عن 10 مستودعات حول العالم، ليقوم العمال هناك بفرز البضائع وتنظيفها وإعادة تغليفها، ثم عرضها للبيع على مجموعة من المواقع الإلكترونية التي يبحث فيها المستهلكون وتجار الجملة وتجار التجزئة عن منتجات بأسعار مخفضة وعن خصومات.
ومع انخفاض البضائع العابرة للمحيط الهادئ بسبب الحرب التجارية، من المتوقع أن يستنزف تجار التجزئة والجملة مخزوناتهم من الإلكترونيات والألعاب والملابس وغيرها من السلع.
وفي هذه الحالة، سيضطرون إما إلى طلب المزيد من البضائع من الصين بأسعار أعلى أو البحث عن بدائل، مثل ReturnPro.
تحقيق الربح من المنتجات المعادة
وتتولى ReturnPro إدارة 259 فئة من البضائع المُعادة إلى تجار التجزئة، الذين ربما كانوا سيبيعونها إلى المصفيين بأسعار زهيدة أو يرسلونها إلى مكبات النفايات بخسارة.
ومن خلال فرز هذه المنتجات، يمكن لـReturnPro تحقيق ربح قدره 25 سنتًا أو أكثر لتجار التجزئة عن المنتجات التي تسمح حالتها بإعادة البيع مستعملة، وربح أكبر بكثير للمنتجات التي تنجح في أن تُجددها وتقدمها للبيع مثل الجديدة.
وقال سيندر شاميس، الرئيس التنفيذي لشركة ReturnPro، “نظرًا لعدم اليقين السائد في السوق، وعدم تأكد العالم من اتجاهنا في فرض الرسوم الجمركية، فقد خفّض العديد من البائعين وتجار التجزئة كمية المخزون الذي اشتروه أو ألغوا طلباتهم بالكامل”.
وأضاف، “هناك فرصة لإعادة إحياء هذه المنتجات الموجودة بالفعل وإعادتها إلى سلسلة التوريد”.
وتعرض شركة ReturnPro يوميا أكثر من 500000 منتج صيني الصنع للبيع على مواقعها الإلكترونية المختلفة، بما في ذلك VIP Outlet وgoWholesale وDirect Liquidation.
ومن خلال هذه المواقع، يمكن لتجار الجملة، والمتاجر الصغيرة، وتجار التجزئة الذين يبيعون سلعا فائضة عن الحاجة مثل Five Below وT.J. Maxx، وحتى المستهلكين، العثور على منتجات مُجدّدة من Apple وMilwaukee Tool وHamilton Beach وغيرها من العلامات التجارية الرائدة.
وتبيع شركة ReturnPro أكثر من 70% من المنتجات المعادة التي تتلقاها من تجار التجزئة بالشحن، حيث تُرسل ما يصل إلى 300 حمولة شاحنة من البضائع أسبوعيًا إلى تجار الجملة والمصفين.
ويُصنع ما يقرب من نصف المنتجات المعادة التي تتلقاها ReturnPro في الصين، ويكون هدف ReturnPro أن يتم بيع المنتجات بعد تجديدها في مستودعاتها خلال 60 يومًا بحد أقصى.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==
جزيرة ام اند امز