كاتيرينا تحلق ضد التقاليد.. أوكرانية تعيد رسم دور المرأة في الجيش
في خضمّ الحرب المستعرة مع روسيا، لم تعد النساء الأوكرانيات مجرد «داعمات» في الخلفية، بل تحوّلن إلى عناصر فاعلة في ساحات القتال.
وبحسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، فقد سجلت النساء حضورًا لافتًا في الجيش الأوكراني متحديات عقودًا من الصور النمطية التي حصرت أدوارهنّ في المجال الطبي أو الإداري.
ومع استمرار الحرب في أوكرانيا للعام الرابع، تواجه أوكرانيا حاجة متزايدة للمقاتلين، ما دفع الجيش إلى تكثيف جهوده لاستقطاب النساء عبر حملات تجنيد ودورات تدريبية حول المساواة.
وأشار تقرير لوزارة الدفاع الأوكرانية، ارتفع عدد النساء في صفوف القوات المسلحة بنسبة 20 في المائة منذ بدء العملية الروسية عام 2022، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، والتحيّز الجنسي ما زال منتشرًا في الجيش.
ووفق التقرير، يبلغ عدد النساء في الجيش الأوكراني نحو 70 ألفًا، بينهن فقط 5500 في مواقع قتالية.
وربما تكون قصة الملازم أول كاتيرينا، الطيّارة القتالية الوحيدة في الجيش الأوكراني، مثالا على تحوّل تاريخي تشهده المؤسسة العسكرية، رغم التحديات التي ما تزال تعترض طريق المساواة.
تخدم كاتيرينا في قاعدة أمامية للمروحيات إلى جانب عشرات الطيارين الذكور. ولأسباب أمنية، لا يُسمح بالكشف عن الأسماء الكاملة للطيارين.
تقول كاتيرينا: “أتمنى لو كان هناك المزيد من الطيارات”، مشيرة إلى أنها كانت المرأة الوحيدة بين 45 رجلًا في أكاديمية الطيران العسكري.
وأضافت أن عدد النساء اللواتي يدرسن الطيران في جامعة خاركيف الوطنية للقوات الجوية لا يزال محدودًا، لكنها تتلقى رسائل دعم واستفسار من طالبات شابات عبر إنستغرام، وتحرص على تشجيعهن.
أقرّت أوكرانيا قانونًا عام 2018 يسمح للنساء بتولي أدوار قتالية، لكن الصور النمطية المتجذرة لا تزال تعيق تقدمهن، بحسب كاتيرينا وناشطات في المجال.
وتوضح كاتيرينا أنها كونت علاقات قوية مع زملائها الرجال، لكنها كثيرًا ما تواجه الشك في قدراتها، وتعتبر أن هذا التحدي يواجه النساء في جميع المهن، وليس فقط في الجيش.
نشأت كاتيرينا في قاعدة جوية حيث كان والدها ضابطًا، وألهمتها رحلة على متن مروحية Mi-8 في طفولتها لاختيار هذا الطريق.
وعند التحاقها بجامعة خاركيف للطيران في سن السادسة عشرة كأول طالبة أنثى، واجهت تعليقات سلبية من بعض المعلمين، لكن مدربة مروحيات ألهمتها بالمضي قدمًا.
انضمت كاتيرينا إلى اللواء الثامن عشر المستقل للطيران العسكري عام 2023، وبدأت تنفيذ مهام قتالية في سبتمبر من نفس العام، حيث تعمل كمساعدة طيار وملاح على متن مروحية Mi-8، وقد نفذت أكثر من 30 مهمة قتالية.
تقول: “أحب كل شيء في الطيران”. وتروي كيف تبدأ يومها في السادسة صباحًا، تجدل شعرها في ضفيرتين، وترتدي زيًا عسكريًا مصممًا للرجال، إذ لا يتوفر زي خاص بالنساء. تحضر مهام الطيران مع طاقمها المؤلف من رجال فقط، وتستعد للمهمات بدقة واحترافية.
بعد كل مهمة ناجحة، تشعر بالارتياح والفخر عندما تتأكد من إصابة الهدف. أما حياتها الشخصية، فتصفها بالمنعزلة، إذ نادرًا ما ترى عائلتها ولا تربطها صداقات وثيقة داخل اللواء، وتفضل قضاء وقتها بعد المهمات بمشاهدة الأفلام مع بقية الجنود.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز