اعتقال مدونة هندية شهيرة بتهمة التجسس لصالح باكستان
اعتقلت السلطات الهندية مدونة السفر الشهيرة جوتي مالهوترا للاشتباه في قيامها بالتجسس لصالح باكستان، في خضم تصاعد التوتر بين الدولتين.
ألقت الشرطة الهندية القبض على مدونة السفر جيوتي مالهوترا، من ولاية هاريانا الشمالية، بتهمة الاشتباه في التجسس لصالح باكستان، في ظل تصاعد التوترات بين الجارتين عقب صراع عسكري استمر لأربعة أيام هذا الشهر.
وأفاد مسؤول رفيع في الشرطة، الأحد، بأن مالهوترا متهمة بمشاركة معلومات حساسة مع جهات باكستانية. وتُعد هذه النوعية من التوقيفات أمراً شائعاً بين البلدين، لكن توقيت القبض على مالهوترا أثار اهتماماً واسعاً، لا سيما أنه جاء بعد أعنف مواجهة عسكرية بين الهند وباكستان منذ عقود، ما زاد المخاوف من اندلاع حرب شاملة. وفقا لما اورته “cnn”
تجنيد رقمي عبر الإنترنت
بحسب رواية الشرطة الهندية، كانت مالهوترا على تواصل مع عميل استخبارات باكستاني عمل على استدراجها، حيث استمرت هذه العلاقة حتى خلال المعركة الدامية الأخيرة بين البلدين.
وقال قائد الشرطة ششانك كومار ساوان: “كانت مدونة سفر، لكن أثناء التحقيق تبين أنها سقطت في هذا الفخ سعياً وراء المشاهدات والمتابعين والمحتوى المنتشر”.
وأضاف ساوان أن مالهوترا سافرت إلى باكستان في رحلات “ممولة”، وكانت على اتصال بمؤثرين آخرين على يوتيوب يُشتبه بتواصلهم أيضاً مع جهات استخباراتية باكستانية.
بدون معلومات عسكرية مباشرة
أوضحت الشرطة الهندية أن مالهوترا لم يكن لديها وصول مباشر إلى معلومات عسكرية أو دفاعية. ومع ذلك، فتحت السلطات تحقيقاً في مصادر تمويل أسفارها، إذ صرح ساوان قائلاً: “نحن بصدد تحليل تفاصيلها المالية… تفاصيل رحلاتها لا تتناسب مع دخلها المُعلن”.
والدها: لم أكن أعلم بسفرها
صرح والد مالهوترا للصحفيين أنه لم يكن على علم بسفرها إلى باكستان، مشيراً إلى أنها كانت تُعد مقاطع فيديو بسيطة من منزل العائلة. وأضاف لاحقاً أنها حصلت على التصاريح اللازمة قبل السفر.
قيود السفر بين الهند وباكستان
رغم التوترات، كان بإمكان المواطنين من الجانبين السفر بين البلدين، وإن بصعوبة شديدة نتيجة التعقيدات البيروقراطية والشكوك المتبادلة.
لكن الوضع ازداد احتقاناً بعدما وقع الشهر الماضي في كشمير ، حيث قُتل 26 سائحاً في مدينة باهالغام على يد مسلحين. الهند حمّلت باكستان المسؤولية عن الهجوم، وهو ما نفته إسلام آباد.
واستمرت الاشتباكات العسكرية بين الجانبين أربعة أيام، وتضمنت إطلاق صواريخ وهجمات بطائرات مسيّرة وقصفاً مدفعياً، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى من الجانبين، قبل أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ومنذ ذلك الحين، أعلن كل طرف “انتصاره”، بينما سيطرت نبرة قومية حادة على وسائل الإعلام في البلدين، ما غذّى الخطاب المتشدد بين الجانبين.
قناتها تضم مئات الآلاف
تضم قناة مالهوترا على يوتيوب نحو 400 ألف مشترك، ونشرت عبرها مقاطع مصورة في مارس الماضي لوثقت رحلتها إلى باكستان، حيث ظهرت وهي تستخدم وسائل النقل العامة وتزور الأسواق المحلية وأكبر معبد هندوسي في البلاد ذات الغالبية المسلمة.
وتصف مالهوترا نفسها على يوتيوب بأنها “رحّالة متجولة”، وقد سبق لها أن نشرت مقاطع توثق زياراتها إلى وجهات أخرى خارج الهند.
توقيفات أخرى في قضايا مماثلة
لم تكن مالهوترا الوحيدة، إذ أعلنت شرطة ولاية البنجاب الشمالية بالهند الاثنين عن توقيف شخصين آخرين للاشتباه في تسريب “معلومات عسكرية حساسة” إلى باكستان.
وأشارت الشرطة إلى أن الرجلين متهمان بمشاركة تفاصيل “سرية” عن تحركات القوات الهندية خلال العمليات العسكرية الأخيرة، فضلاً عن تحديد “مواقع استراتيجية” في البنجاب، وهيماشال براديش، وكشمير الخاضعة للإدارة الهندية.
وتجري السلطات حالياً تحقيقاً حول ما إذا كان المشتبه بهم قد خرقوا “قانون الأسرار الرسمية” في الهند، والذي يُجرّم “مساعدة دولة عدوة”. وإذا أُدينوا، فقد يواجهون حكماً بالسجن مدى الحياة.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==
جزيرة ام اند امز