اقتصاد

الحلبوسي أطلق الصافرة.. جدل «الدور الإيراني» يعود للعراق


تصريحات مثيرة للجدل أطلقها رئيس البرلمان العراقي السابق، فتحت ملف دور إيران في البلاد، قبل الانتخابات.

إذ حمّل رئيس حزب “تقدم”، محمد الحلبوسي، إيران مسؤولية إبعاده من منصبه، مؤكداً أنها كانت من أبرز معارضي مشروع التحالف الثلاثي الذي تبناه مع التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني لتشكيل حكومة أغلبية سياسية. 

الحلبوسي الذي يسعى لتخطي حاجز الأربعين مقعدًا في الانتخابات المقررة في الخريف، أكد أن حزبه لا يزال يمثّل القرار السياسي السني من حيث “الواقع والجماهير والمقاعد”، مشدداً على أن المكون السني يجب أن يكون شريكًا في اختيار مناصبه داخل العملية السياسية، لا مجرد متلقٍ لقرارات الآخرين.

وأشار إلى أن نزوله الانتخابي في بغداد ليس طمعًا في منافسة الأحزاب الشيعية، بل محاولة لتحفيز جمهور العاصمة على المشاركة، رافضًا ما وصفه بـ”تهميش المكون السني” و”تجاهل رأيه في قضايا استراتيجية مثل بقاء التحالف الدولي”.

التدخلات الخارجية 

بدوره، رأى أمين عام حزب “نازل آخذ حقي بالديمقراطية”، مشرق كاظم الفريجي، لـ”العين الإخبارية”، أن القرار السياسي في العراق يجب أن يكون عراقياً بحتاً.

وأضاف الفريجي أن الانتخابات المقبلة “ستشهد تموضعات مختلفة للقوى المدنية بسبب طبيعة قانون الانتخابات”، مشيراً إلى أن فرص المدنيين ستكون جيدة في حال توفرت لهم الإمكانيات والدعم اللازم لخوض المنافسة بجدية.

من جانبه، قال المفكر السياسي العراقي غالب الشابندر، إن القيادات السياسية الموجودة لا تملك قرارها، مبيناً في حديثه لـ”العين الإخبارية”، إن “القيادات تأثرت بالخارج بحكم أنها أمضت تاريخاً من عمرها في إيران وبريطانيا وأمريكا وبعض الدول العربية”.

وتابع الشابندر أن “إيران لها تأثير كبير ونفوذ واسع داخل العراق بل وفي كثير من الأحيان تؤثر في صنع القرار سواء عبر مستشاريها العسكريين أو السياسيين”، منتقداً في الوقت ذاته غياب الثقافة السياسية لدى أحزاب السلطة، حسب تعبيره.

وأضاف “الأحزاب السياسية تحولت من الدفاع عن مصالح الطوائف والمكونات إلى الدفاع عن مشاريع أحزاب وأشخاص”.

وتابع “لو لم تكن إيران صاحبة نفوذ وقرار فلماذا تواجد قائد فيلق القدس الجنرال إسماعيل قاآني بالتزامن مع انعقاد القمة العربية في بغداد السبت الماضي”، مضيفا: “كان من المفروض عدم استقبال قاآني لأنه أدخل مؤتمر القمة في مأزق”.

وختم قائلا إن “كل حزب وزعيم سياسي لديه قوة عسكرية واقتصاديات ودولة خارجية تدعمه وهذا ما منع العراق من التطور من حيث البناء والإعمار وتوفير فرص العمل”.

“تعقيد المشهد”

بدوره، قال قيادي في حزب تقدم بزعامة الحلبوسي، لـ”العين الإخبارية”، إن التدخلات الإيرانية “تزيد الوضع تعقيداً في العراق”، لافتاً إلى أن “إيران لها اليد الطولى في القرار السياسي داخل البلاد بحكم طبيعة علاقتها مع القوى السياسية الشيعية المسمى بالإطار الشيعي”.

وأضاف القيادي مشترطاً عدم ذكر اسمه لحساسية الملف، أن ما يؤكد هذا التدخل “هو زيارة القائد العسكري الإيراني إسماعيل قاآني قبل القمة العربية في بغداد”.

ويرى أن “الوجود العسكري الإيراني في العراق من خلال الفصائل يحد من تطور الأوضاع السياسية في العراق، مشيراً إلى “رغبة الولايات المتحدة في وجود جيش عراقي موحد يسيطر على السلاح ويحد من التدخل الإيراني.”

القضاء يحسم الجدل

وفي 28 أبريل/نيسان الماضي، برأ القضاء العراقي، رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي من جميع التهم الموجهة إليه وقرر إسقاط الشكاوى وإلغاء التهم وإغلاق التحقيق، وهو ما يمنحه القدرة على المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وقد صادقت محكمة التمييز الاتحادية على هذه القرارات مما جعلها نهائية. وقد عبر الحلبوسي عن شكره للقضاء مشدداً على انتصار الحق.

وكانت المحكمة الاتحادية قد أسقطت عضوية الحلبوسي من البرلمان وحرمته من البقاء في رئاسة السلطة التشريعية عام 2023.

وبدأت محاكمة الحلبوسي في فبراير/شباط 2023 أمام المحكمة الاتحادية العليا وهي أعلى سلطة قضائية في العراق، بعد شكوى تقدم بها النائب ليث الدليمي.

واتهم الدليمي، الذي كان ينتمي إلى حزب تقدم، الحلبوسي بإنهاء عضويته كنائب في يناير/كانون الثاني 2023 عبر “أمر نيابي غير قانوني”.

وتولى الحلبوسي رئاسة البرلمان العراقي مرة أولى في 2018، ثمّ مرة ثانية في 2022 في ولاية لم تكتمل، إذ أصدرت المحكمة الاتحادية العليا منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2023 قرارا بإنهاء عضويته إثر الدعوى.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى