اقتصاد

روسيا تغير قواعد اللعب.. «أسطول الظل» في البلطيق ينشب مخالبه


في تصعيدٍ غير مسبوق، كشفت روسيا النقاب عن ارتباطها المباشر بما يُعرف بـ”أسطول الظل” باستخدام مقاتلة حربية لحماية إحدى سفنها.

ووفقا لتقرير لشبكة “سي إن إن” قامت مقاتلة روسية من طراز “سو-35” بالتحليق فوق الناقلة “جاغوار” داخل المجال الجوي الإستوني، بعد محاولة القوات الإستونية اعتراض السفينة التي لا ترفع علمًا وفرضت عليها بريطانيا عقوباتٍ مسبقًا.

الحادث، الذي انتهى بمرافقة السفينة إلى خارج المياه الإستونية، يُعتبر أول اعتراف علني من موسكو بصلتها بهذا الأسطول وفقًا لوزير الخارجية الإستوني مارغوس تساكنا، الذي وصف الخطوة بأنها “تغييرٌ في قواعد اللعبة”.

أسطول الظل: أداة التهريب ووجهٌ للتهديدات

يتألف أسطول الظل – شبكة سرية من ناقلات النفط التي تُجنّب موسكو العقوبات الغربية – من مئات السفن المسنّة ذات الهياكل المتهالكة، والتي تُدار عبر شركات وهمية لإخفاء هويتها الروسية.

ورغم دورها الحيوي في تصدير النفط الروسي متجاوزةً العقوبات، تُشكّل هذه السفن خطرًا بيئيًا داهمًا بسبب تسرباتها المتكررة، فضلًا عن الشبهات في قيامها بإتلاف كابلات اتصالات بحرية حيوية، على ما تقول مزاعم غربية.

وتأتي الحادثة الأخيرة في سياقٍ أوسع؛ فقبل أيام، أبلغت بولندا عن مناورات “مريبة” لناقلة تابعة للأسطول قرب كابل كهربائي بحري مع السويد، ما دفع وارسو إلى التدخل العسكري.

ووصف الوزير الفرنسي جان-نويل بارو استخدام روسيا للقوة العسكرية لحماية سفنها بأنه “دليل على تصاعد التهديدات على حدود الناتو الشرقية”.

وقد أظهر مقطع فيديو نشرته قناة آر تي الروسية الرسمية لحظة اعتراض السلطات الإستونية للناقلة “جاغوار” المعروفة سابقًا باسم “آرغنت” مع تسجيلات لاتصالات لاسلكية تطلب تغيير مسارها.

ورغم تأكيد “سي إن إن” صحة الفيديو، يبرز فيه تحليق المقاتلة الروسية كرسالة استعراض قوة، ردّ عليها الناتو بإرسال طائرات “F-16” برتغالية لمراقبة الموقف.

ويرى الخبير إد أرنولد من “المعهد الملكي للخدمات المتحدة” أن موسكو تحاول تخويف الحلف عبر اختبار ردود أفعاله، خاصةً مع تعزيزات الناتو العسكرية في شمال أوروبا منذ العملية الروسية الأوكرانية.

ولم تتردد دول الحلف في إدانة الحادث، لكن التساؤلات تدور حول مدى استعدادها للمجازفة بمواجهة أوسع.

وفي إشارةٍ إلى تصعيدٍ مضاد، احتجزت روسيا الأحد ناقلة النفط اليونانية “غرين أدماير” أثناء عبورها مياهها الإقليمية، وفقًا لوزير الخارجية الإستوني.

هذه الخطوة، التي تُعتبر انتقاميةً محتملة، تأتي في وقتٍ كثّفت فيه إستونيا عمليات تفتيش السفن بمنطقة خليج فنلندا – الممر الاستراتيجي لتجارة روسيا – حيث نفذت أكثر من 450 عملية تفتيش منذ يونيو/ حزيران الماضي.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى