اقتصاد

مواكبة التكنولوجيا تحدد مكانة المؤسسات الإعلامية


شهد اليوم الثاني لقمة الإعلام العربي، وضمن جلسات “منتدى الإعلام العربي”، جلسة نقاشية بين وزراء ومسؤولي الإعلام في عدد من الدول العربية.

وتناولت الجلسة التحديات التي تواجه المؤسسات الإعلامية، ومستقبلها مع تسارع وتيرة التقنيات الحديثة وكيفية التعامل معها.

وشارك في الجلسة كل من عبدالله آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، وعبدالرحمن المطيري وزير الإعلام والثقافة بدولة الكويت، والدكتور رمزان النعيمي وزير الإعلام بمملكة البحرين، وأحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بجمهورية مصر العربية، وبول مرقص، وز ير الإعلام بالجمهورية اللبنانية، وأدارتها هند النقبي، الإعلامية بمؤسسة دبي للإعلام.

وقال عبدالله آل حامد إن قطاع الإعلام في العالم يشهد مرحلة تحول من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الذي يعتمد على التكنولوجيا الحديثة، مشدداً على أهمية التعامل مع هذه التكنولوجيا والاستفادة من الفرص التي توفرها، لأنها هي الإعلام المستقبلي، ومؤكداً أن كيفية مواكبة هذا الواقع والتعامل معه هو الذي يحدد موقع ومكانة المؤسسات الإعلامية وتنافسيتها عالمياً، داعيا إلى ضرورة الاستخدام الواعي لهذه التقنيات الحديثة.

تحديات المؤسسات الإعلامية

وأضاف: “ستختفي المنصات الإعلامية التي لا تواكب هذه التكنولوجيا”، معتبراً أننا لازلنا في بداياتها وأنها تشهد تغيرات يومية سريعة ومتلاحقة.

من جانبه، قال عبد الرحمن المطيري إن على المؤسسات الإعلامية العربية مسؤولية كبيرة في التعامل مع هذه التحولات خاصة أن وسائل التواصل الاجتماعي لها قاعدة كبيرة من متلقّي الأخبار ربما تصل إلى 70%، مؤكداً أن سرعة نقل الخبر والمصداقية والشفافية هي أمور مهمة للغاية كي تقترب المؤسسات الإعلامية من المواطن العربي وخلق الوعي المجتمعي اللازم لاستمراريتها.

وأشار إلى أهمية استثمار الفرص المتاحة للحفاظ على مصداقية هذه المؤسسات من خلال بروتوكولات أخلاقية وإستراتيجيات إعلامية هادفة، مع أهمية التنسيق فيما بينها والحرص على تقديم محتوى دقيق.

من جانبه، أكد أحمد المسلماني، على الحاجة إلى إعادة صياغة مفهوم جديد لوحدة عربية لا تقوم على الأيديولوجيات بل وحدة في الرؤى والمبادئ والأفكار لخلق مجتمع عربي أكثر انسجاماً.

تبادل الخبرات والمحتوى بين المؤسسات الإعلامية العربية

ودعا بول مرقص إلى تبادل الخبرات والمحتوى بين المؤسسات الإعلامية العربية لتسهيل عملية الانتقال والاستفادة من التحولات التكنولوجية المتسارعة، مؤكداً أن قمة الإعلام العربي تعد نموذجاً مثالياً لتبادل الخبرات والتفكير العلمي للتعامل مع التحديات التي تواجه الإعلام حالياً وبشكل خاص الذكاء الاصطناعي، وتيسير الانتقال من الإعلام التقليدي إلى الإعلام التكنولوجي، داعياً إلى بلورة تصور عربي مشترك للتعاون الإعلامي وإقرار تشريعات تنهض بالإعلام والخروج بأقل الخسائر من تأثيرات التطورات التقنية الحديثة.

وأكد الدكتور رمزان النعيمي، أهمية التأقلم مع التطور التكنولوجي الحديث والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى عربي قادر على التأثير، مشيراً إلى أهمية تخصيص الموارد والوقت الكافي للبحث في كيفية الاستفادة من هذه التقنيات الجديدة التي تتشكل الآن، إضافة إلى التحول الوظيفي من خلال توفير برامج تدريبية للكوادر البشرية العاملة في المؤسسات الإعلامية، في حين أكد أنه لا يجب التخوف من هذه التقنيات الحديثة وتحويلها إلى فرص يمكن الاستفادة منها.

ودعا للتنسيق والترابط في القوانين والتشريعات المتعلقة بالإعلام وقطاع الاتصالات نظراً لتشابكها مع بعضها البعض، كما شدد على أهمية دور الشباب في إحداث هذا التغيير والاستمرارية ومواكبة التحولات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي.

وعن دور الإعلام كشريك في التنمية، قال أحمد المسلماني إنه يجب النظر إلى الإعلام كمرآة للإنجازات وشريك في عملية التنمية وداعم للعِلم والتنمية لا أن يكون إعلام تسلية، مشيراً إلى أننا بحاجة إلى أن نتقدم علمياً وإنتاجياً.

المؤسسات الإعلامية بحاجة إلى تغيير آلياتها

من جانبه، أكد عبدالله آل حامد أن المؤسسات الإعلامية بحاجة إلى تغيير آلياتها من أجل الوصول إلى الأفراد والمجتمعات وسط التحديات التقنية وتأثيراتها على الإعلام التقليدي وذلك من خلال كسب الثقة والتعبير عن هموم المواطن العربي وتطلعاته.

وقال إن المؤسسة التي لا تعمل على هذا الهدف ستختفي، مشيراً إلى أن مؤسسات عالمية كبرى شهدت انخفاضاً في جمهورها ومتابعيها بنسبة 60% وأن هناك أفراداً أصواتهم وتأثيرهم أقوى من تأثير مؤسسات إعلامية.

وأشار إلى أن المنصات الإعلامية هي منصات عابرة للحدود لا تضع اعتباراً للقوانين أو القيم، وهو ما يدعو لاتخاذ المؤسسات الإعلامية خطوات سريعة ومباشرة للاستفادة من التقنيات الحديثة وتطوير المحتوى وكسب الثقة والمصداقية والتعبير عن المواطن، كما أكد الحاجة إلى برامج تعليمية لطلبة المدارس للتعامل مع تكنولوجيا الإعلام ولكي يكون بمقدورهم التمييز بين الأخبار الحقيقية والمزيفة ومواكبة الإعلام التكنولوجي.

وأشار عبد الرحمن المطيري إلى أهمية الاستناد إلى الذاكرة المؤسسية وقصص النجاح والإنجازات في بناء إستراتيجيات جديدة للتطور ومواكبة المتغيرات في صناعة الإعلام وبنائه على الإبداع وهو ما عملت عليه دولة الكويت من خلال إطلاق منصات إعلامية تواكب هذا التطور التقني الحديث، مشدداً على أهمية أن تعبر المنصات الإعلامية الحديثة عن هويتنا العربية.

وقال: “كلما اتسقت المؤسسات الإعلامية مع الوعي المجتمعي كلما كانت قادرة على الاستمرار والتطور”، مشيراً إلى أن قمة الإعلام العربي وما تضمه من مفكرين وخبراء تعبر عن هذا الطموح من خلال النقاشات والحوارات الهادفة لتطوير المؤسسات الإعلامية العربية.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى