مشاركات نوعية في أولى دورات منتدى الأفلام والألعاب الالكترونية
اختتمت فعاليات الدورة الأولى من “منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية” في دبي، والتي أقيمت على مدار ثلاثة أيام تحت مظلة “قمة الإعلام العربي 2025” في مركز دبي التجاري العالمي.
نُظمت جلسات المنتدى بالتعاون مع كبرى المؤسسات العالمية المتخصصة في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وبحضور لافت من القيادات الإعلامية، والرموز الفكرية، وأبرز صناع المحتوى والمؤثرين.
حيث قدمت رؤى استراتيجية حول تطوير الإنتاج الفني على المستويين المحلي والعربي. وتناولت جلسة حوارية تحت عنوان “مستقبل الدراما والإعلام.. من الترفيه إلى التأثير”، والتي أُقيمت ضمن فعاليات المنتدى في يومه الختامي، أهمية احترام المتلقي وصناعة محتوى درامي يسهم في تشكيل وعي عربي أصيل.
تجارب نجوم الشاشة وأبعاد التأثير الدرامي
شارك في الجلسة الحوارية التي أدارها الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان، كل من النجم أحمد السقا، والممثل وكاتب السيناريو جورج خباز، والممثلة هدى حسين، بحضور سعادة منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، ورئيسة نادي دبي للصحافة واللجنة التنظيمية لقمة الإعلام العربي. ناقش المشاركون تجاربهم على الشاشة الصغيرة والسينما، وتأثير أعمالهم في الجمهور، سواء عبر الدراما التلفزيونية أو الأفلام السينمائية.
الدراما بين الانعكاس والمسؤولية
طرحت الجلسة تساؤلات حول العلاقة بين الدراما والمتلقي، ومدى تأثيرها في تشكيل الوعي المجتمعي. وأكد الفنان أحمد السقا امتنانه للمشاركة في قمة الإعلام العربي 2025، معبراً عن فخره بأن يكون جزءاً من هذا الحدث الإعلامي العربي الكبير. تحدث السقا عن فيلميه “إبراهيم الأبيض” و”تيمور وشفيقة”، مبيناً أن كلا العملين طرحا قضايا إنسانية واجتماعية أثارت تفاعل الجمهور، بدءاً من العنف المجتمعي مروراً بالعلاقات العاطفية والاختيارات المصيرية.
وأكد السقا أن الفن رسالة ومسؤولية، لا بد أن يكون صادقاً ليؤثر في الناس وقراراتهم ومشاعرهم، مشيراً إلى أن الفرق بين التأثير والفتنة دقيق ويتوجب على الفنان الحفاظ عليه. واعتبر الدراما “الحدوتة” التي تمثل صراع الخير والشر في الحياة.
وأضاف أن الدراما باتت عنصراً أساسياً في التأثير المجتمعي، مشيراً إلى أن التناول الدرامي قد يضخم أحداثاً بسيطة أو يقلل من أهمية إنجازات حقيقية، ما يفرض على الفنان تحديات مستمرة للحفاظ على جودة أعماله. ولفت إلى أن الدراما ليست مرآة للمجتمع فحسب، بل هي مسؤولية، وما يُقدّم على الشاشة يمكن أن يلهم أو يضلل، مما يتطلب صدقاً ووعياً في اختيار المحتوى.
وأشار السقا: “سأعتزل الفن حين أقدم أعمالاً لا تؤثر في الجمهور.. أعتبر نفسي في رحلة تسعى لتحقيق تأثير إيجابي، إذ الفن وسيلة لمحاربة الشر وكشف أساليبه”.
قضايا مجتمعية في أعمال درامية
سلطت الفنانة هدى حسين الضوء على دورها في المسلسل الاجتماعي “زوجة واحدة لا تكفي”، الذي عالج قضايا حساسة تهم المجتمع الخليجي والعربي، مشيرة إلى أن العمل أثار نقاشات عند عرضه، وناقش قضايا واقعية يجهل البعض وجودها. وأوضحت أن معالجة هذه القضايا تهدف إلى تحفيز الجمهور على إدراك العواقب السلبية، وليست دعوة للاقتداء بها، مشيدة بكتابة هبة مشاري حمادة التي قدمت الموضوعات بأسلوب متوازن.
وأكدت حسين أنها تبحث دوماً عن نصوص تمنح الإنسان صوتاً حقيقياً وتمكنه من سرد حكايته بعيداً عن النمطية، متحدثة عن عملها الدرامي “كف ودفوف” الذي تناول قضية حساسة بشكل مميز.
طرح الأسئلة ودور الدراما الحقيقية
تحدث جورج خباز عن فيلم “أصحاب ولا أعز”، مشيراً إلى أن العمل أثار نقاشات واسعة بطرحه أسئلة جريئة حول العلاقات الإنسانية والخصوصية والتواصل بين الأصدقاء. وأكد أن الدراما أداة لطرح الأسئلة وترك حرية التفكير للجمهور، مشدداً على أن الدراما الحقيقية لا تقدم إجابات جاهزة، وأن الإعلام الجيد يجب أن يحفز هذا النوع من الطرح بدلاً من الترويج للسطحية.
كما تحدث خباز عن دوره في مسلسل “النار بالنار” الرمضاني، موضحاً أن العمل يحمل رسالة إنسانية جريئة.
توجهات مستقبلية للدراما العربية
أجمع المشاركون على أن مستقبل الدراما يكمن في الجرأة على طرح المواضيع الواقعية بصدق، وبناء علاقة وجدانية مع الجمهور عبر نصوص تحمل روحاً إنسانية صادقة، مؤكدين أهمية دعم المحتوى العربي الهادف وتشجيع الأعمال التي تعكس تنوع المجتمعات وتجاربها. وأوضحوا أن الدراما ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل قوة ناعمة تساهم في صنع الوعي وتغيير الواقع.
تجربة ليلى عبدالله مع التواصل الاجتماعي
في جلسة حوارية أخرى بعنوان “ما وراء الحقيقة في التواصل الاجتماعي”، ضمن فعاليات منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية باليوم الختامي لقمة الإعلام العربي 2025، تحدثت الممثلة ليلى عبدالله عن تجربتها الشخصية مع منصات التواصل الاجتماعي.
وقد أدار الجلسة الإعلامي رودولف هلال من قناة “إل بي سي آي”، حيث أكدت عبدالله أن وسائل التواصل أصبحت جزءاً أساسياً من حياة الفنان المعاصر، وأنها نافذة للتعبير عن الذات بعيداً عن الأدوار الفنية، ولإيصال رسائل إنسانية واجتماعية تعكس قناعاتها الشخصية.
وعن الشهرة، أشارت إلى أن الشهرة السريعة قد تخلق وهماً زائفاً لكنها لا تصنع فناناً حقيقياً، مؤكدة أن النجاح الحقيقي يقوم على العمل الجاد، والموهبة، والاجتهاد المستمر، وليس على عدد المتابعين.
ولفتت إلى أن العفوية والصدق في الطرح هما مفتاحا التأثير والنجاح على المنصات الرقمية، مضيفة أن الجمهور يبحث عن محتوى يعكس هويته ويعبّر عنه.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز