اقتصاد

الاحترار يتسارع.. تقرير أممي يحذر من كوارث مناخية غير مسبوقة


في 28 مايو/أيار 2025، أصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) تقريرها الجديد “تحديث المناخ العالمي من سنة إلى عقد (2025–2029)”.

وحذرت المؤسسة الدولية من مخاطر متصاعدة جراء التغيرات المناخية، وتوقعت أن تشهد السنوات الخمس المقبلة ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة قد تخلّف آثارا كارثية على كوكب الأرض.

شهد العالم خلال السنوات الأخيرة تصاعدا ملحوظا في درجات الحرارة العالمية، وهو ما أكدته تقارير علمية دولية، أبرزها “تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2024” الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والذي توقع ارتفاعا في درجات الحرارة يتراوح بين 2.6 و3.1 درجة مئوية بحلول نهاية القرن الجاري مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.

وسجلت سنة 2023 ارتفاعا غير مسبوق في متوسط درجة الحرارة بلغ 1.45 درجة مئوية، قبل أن يتجاوزها عام 2024 ليصل إلى 1.55 درجة، وهو أعلى معدل تم تسجيله حتى الآن.

وأشار تقرير “مؤشرات تغيّر المناخ العالمي” المنشور في مجلة Earth System Science Data إلى أن متوسط الاحترار العالمي يرتفع بمعدل 0.26 درجة مئوية لكل عقد، وهو أسرع معدل في تاريخ المناخ المُسجل. وأكد الدكتور بيرس فوستر، مدير مركز بريستلي لمستقبل المناخ بجامعة ليدز، أن أكثر من 90% من هذا الاحترار ناتج عن الأنشطة البشرية.

اتفاق باريس

في عام 2015، أقر مؤتمر الأطراف COP21 اتفاق باريس للمناخ، واضعا هدفا رئيسيا يتمثل في إبقاء متوسط الزيادة الحرارية العالمية دون 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة. لكن، وبحسب الاتجاهات الحالية، يبدو أن هذا الهدف مهدد بشدة.

وفقًا لتقرير WMO الجديد، تشير توقعات السنوات الخمس المقبلة (2025–2029) إلى:

  • هناك احتمال بنسبة 70% أن يكون متوسط الاحترار خلال هذه الفترة أعلى من 1.5 درجة مئوية.
  • هناك احتمال بنسبة 80% أن يشهد أحد هذه الأعوام رقمًا قياسيًا كأحر عام في التاريخ، متجاوزا عام 2024.
  • هناك احتمال بنسبة 86% أن تسجل درجات الحرارة في سنة واحدة على الأقل من السنوات الخمس أكثر من 1.5 درجة مئوية فوق المعدل التاريخي.
  • يتوقع أن يتراوح المتوسط السنوي لدرجات الحرارة بين 1.2 إلى 1.9 درجة مئوية مقارنة بالفترة المرجعية 1850–1900.

من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في القطب الشمالي شتاء بمعدل ثلاثة أضعاف ونصف المتوسط العالمي، مع انخفاض كبير في تركيزات الجليد البحري في بحار بارنتس وبيرنغ وأوخوتسك بين 2025 و2029.

أنماط الأمطار

توقع التقرير تغيرات واضحة في أنماط هطول الأمطار بين مايو/أيار وسبتمبر/ايلول خلال الفترة 2025–2029، مع هطول أعلى من المتوسط في شمال أوروبا وألاسكا وشمال سيبيريا، مقابل جفاف متزايد في مناطق أخرى، استنادا إلى بيانات مرجعية للفترة 1991–2020. كما يتوقع أن تشهد جنوب آسيا زيادة في معدلات الأمطار.

ومع اقتراب موعد مؤتمر الأطراف COP30 المقرر عقده في نوفمبر/تشرين الثاني 2025 في بليم بالبرازيل، سيكون ملف “خفض الانبعاثات” حاضرا بقوة على طاولة المفاوضات، إلى جانب مناقشة “المساهمات المحددة وطنيا” التي تعكس خطط كل دولة في التكيف مع التغير المناخي وتحقيق أهداف اتفاق باريس.

يمثّل هذا التقرير جرس إنذار خطير لما قد تحمله السنوات القليلة المقبلة، إذا استمرت الانبعاثات دون رادع، والجهود دون التزامات حقيقية. فالمستقبل المناخي للبشرية، كما تشير المنظمة، لم يعد مجرد تنبؤات بعيدة، بل واقع يقترب بسرعة وقد تكون تبعاته جسيمة على الأجيال القادمة.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى