اقتصاد

حوار مشروط.. روبيو يحذر موسكو من تجاهل مسار مفاوضات أوكرانيا


جدّد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو دعوات بلاده إطلاق حوار مباشر وبـ«حسن نيّة» بين روسيا وأوكرانيا.

واعتبر، خلال مكالمة التي أجراها روبيو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أنه السبيل الوحيد لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات، والتي دمّرت أجزاء واسعة من أوكرانيا وأعادت خلط الأوراق الجيوسياسية في أوروبا الشرقية.

اختبار حقيقي

المكالمة التي أجراها روبيو، حملت في طياتها ما وصفه دبلوماسيون غربيون بأنه «اختبار حقيقي» لمزاعم روسيا بشأن استعدادها للتفاوض.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية إن روبيو شدد على «ضرورة الحوار البنّاء، وفق دعوة الرئيس ترامب»، معتبرًا أن الانخراط الروسي في مفاوضات جدية مع أوكرانيا «لم يعد خيارًا بل ضرورة».

تزامن الاتصال مع إعلان موسكو استعدادها لإجراء جولة مفاوضات مباشرة جديدة في إسطنبول الإثنين المقبل، وتقديمها ما سمّته «مذكرة سلام» تتضمن شروطها لوقف الحرب.

لكنّ أوكرانيا ردّت بحذر، مطالبة بالحصول مسبقًا على نسخة من المذكرة الروسية لتقييم مدى جديتها، خصوصًا مع تجارب سابقة أثبتت – وفق قول مسؤولين أوكرانيين – أن موسكو تسعى لاستخدام المفاوضات كأداة تكتيكية.

روبيو استغل الاتصال ليُشيد بعملية تبادل الأسرى الكبرى التي جرت مؤخرًا بين موسكو وكييف، والتي شملت إطلاق ألف أسير من كل جانب، معتبرًا أنها «خطوة مهمة» نحو استعادة الزخم الإنساني للعملية السياسية.

غير أن مراقبين يرون أن هذه الإشادة لا تعني بالضرورة ثقة أمريكية في النوايا الروسية، بل هي محاولة لالتقاط أي تقدم يمكن البناء عليه، لا سيما في ظل الضغوط الأوروبية المتزايدة على واشنطن لتفعيل مسارات الحل السياسي.

«الإرادة» و«المناورة»

رغم أن إدارة ترامب تطرح نفسها كوسيط محتمل في النزاع، إلا أن المسؤولين في واشنطن يدركون أن الطريق إلى تسوية نهائية ما زال طويلًا، في ظل تمسك روسيا بشروط اعتبرتها أوكرانيا «غير مقبولة»، مثل الاعتراف بسيطرتها على شبه جزيرة القرم ومناطق أخرى في شرق البلاد.

ويرى محللون أن موقف روبيو يعكس توجّهًا داخل البيت الأبيض لإعادة صياغة الدور الأميركي في النزاع الأوكراني من زاوية «التسهيل» لا «القيادة»، وهو ما يسمح لترامب بالتحرك كصانع سلام دون الانخراط المباشر في تفاصيل الميدان.

الميدان لا يشجّع 

وعلى الأرض، لا تزال المعارك متواصلة في شرق وجنوب أوكرانيا، حيث يسيطر الجيش الروسي على نحو خُمس الأراضي الأوكرانية.

وتُظهر الصور القادمة من دونيتسك وزابوريجيا حجم الدمار الواسع، بينما تُقدّر أعداد القتلى بعشرات الآلاف منذ اندلاع الحرب في فبراير/شباط 2022.

ومع تعثر أي تقدم ميداني كبير لأي من الطرفين، باتت الحرب في مرحلة استنزاف، ما يفتح الباب أمام مقاربات تفاوضية، وإن بشكل هشّ ومشروط.

ورغم التحرك الدبلوماسي الأمريكي المتجدد، تبدو فرص التوصل إلى حل سياسي نهائي في الأفق القريب ضئيلة. فموسكو لا تزال ترفض أي وقف إطلاق نار لا يضمن مكاسبها الميدانية، فيما تصر كييف على استعادة كافة أراضيها، بما فيها القرم.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى