اقتصاد

أسلحة الصين.. «نجمة حرب» على حدود الهند وباكستان


التوتر الأخير بين الهند وباكستان جعل الخبراء العسكريين يعيدون تقييم مكانة الأسلحة الصينية في ساحة المعركة.

وذكرت وكالة بلومبرغ أن الصين برزت كلاعب رئيسي في سوق السلاح العالمي، خاصة بعدما إعلان باكستان استخدامها لمقاتلات «جيه-10 سي» صينية الصنع في إسقاط خمس طائرات هندية، من بينها طائرات رافال الفرنسية الشهيرة، خلال المواجهات الأخيرة، وهو ما لم تؤكده نيودلهي حتى اليوم رسميا.

وأثارت هذه التطورات قلقًا بالغًا في تايوان. فقد تابع الخبراء العسكريون في تايبيه عن كثب أداء المعدات الصينية في الصراع الهندي الباكستاني.

واعتبروا أن “نجاح المقاتلات الصينية قد يشير إلى اقتراب أو حتى تجاوز قدرات جيش التحرير الشعبي الصيني لنظيره الأمريكي في مجال القتال الجوي في شرق آسيا”.

ونتيجة لذلك، ارتفعت الأصوات المطالبة بأن تسرع واشنطن في تزويد تايوان بأنظمة دفاعية أكثر تطورًا وحداثةً، تحسبًا لأي تصعيد محتمل في المنطقة.

من جهة أخرى، يواصل الرئيس الصيني شي جين بينغ تنفيذ خطة طموحة لتحديث جيش التحرير الشعبي، الذي يُعد الأضخم في العالم من حيث عدد الأفراد.

إلا أن الجيش الصيني لا يزال يواجه تحديات داخلية، أبرزها ضعف الجاهزية القتالية في بعض أفرعه، خاصة القوة الصاروخية التي يُعول عليها في أي نزاع مستقبلي مع تايوان.

ويعتقد بعض المحللين أن نجاح مقاتلات «جيه-10 سي» في المعارك الأخيرة قد يبدد الشكوك القديمة حول فعالية الأسلحة الصينية، خصوصًا أن هذه الطائرات تُستخدم بشكل متكرر في دوريات جوية فوق مضيق تايوان.

ورغم ذلك، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى قدرة هذه المقاتلات على مواجهة طائرات أمريكية مثل إف-16، التي تشكل العمود الفقري لسلاح الجو التايواني وتمتلك سجلًا حافلًا بالنجاحات القتالية حول العالم.

وقد علق هو شيجين، رئيس تحرير صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية سابقًا، قائلا إن “نجاح باكستان في إسقاط الطائرات الهندية باستخدام مقاتلات صينية يجب أن يدفع تايوان لمزيد من القلق والحذر، خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية”.

أما على صعيد تفاصيل المعارك الجوية، فقد كشفت الاشتباكات عن أهمية كبيرة لعوامل مثل سرعة كشف الرادارات وفعالية نقل المعلومات عبر الشبكات الآمنة والمشفرة.

وأشار الكولونيل الهندي السابق سوشانت سينغ، الذي يعمل حاليًا محاضرًا في جامعة ييل، إلى أن قدرة باكستان على نقل بيانات الاستهداف بسرعة فائقة مقارنة بالهند، التي تعتمد على أسطول متنوع من الطائرات الروسية والفرنسية والبريطانية، أظهرت تحديات كبيرة في التكامل بين الأنظمة المختلفة داخل سلاح الجو الهندي.

كما برزت أهمية الصواريخ الصينية، مثل صاروخ بي إل-15 جو-جو، الذي عُثر على أجزاء منه في الأراضي الهندية بعد الاشتباكات، ويُعتقد أنه استخدم على متن مقاتلات جيه-10 سي الباكستانية.

ويتميز هذا الصاروخ بسرعته العالية التي تتجاوز خمسة أضعاف سرعة الصوت، ما يجعله منافسًا قويًا للصواريخ الغربية.

من جانب آخر، يرى بعض الخبراء أن الصين أغلقت الفجوة النوعية مع الأنظمة الغربية في مجالات محددة، خاصة في تقنيات الحرب الإلكترونية وتكامل الأنظمة، حيث أصبح التركيز أقل على الأداء الديناميكي الهوائي وأكثر على القدرات الإلكترونية المتقدمة.

وعلى مستوى سوق السلاح العالمي، تعززت مكانة الصين كرابع أكبر مصدر للأسلحة في العالم، مع تزايد الطلب على منتجاتها من الدول النامية التي تبحث عن حلول عسكرية فعالة وبتكلفة أقل من نظيراتها الغربية.

مقاتلة جيه-10 سي باكستانية

ويشير محللون إلى أن التطورات الأخيرة قد تجعل الأنظمة الصينية أكثر جاذبية للمشترين المحتملين، خاصة في ظل دعوات الولايات المتحدة لحلفائها بزيادة الإنفاق الدفاعي.

وتظهر بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن متوسط صادرات الصين السنوية من الأسلحة تضاعف أكثر من ثلاث مرات بين عامي 2020 و2024 مقارنة ببداية الألفية الجديدة.

ورغم هذا النجاح الظاهري، تظل هناك تحديات كبيرة أمام توسع الصين في سوق السلاح العالمي. فقد أشار خبراء إلى أن الأنظمة الصينية، رغم أسعارها المنخفضة، قد تفرض تكاليف خفية على المشترين بسبب مشاكل في الصيانة وجودة التصنيع.

ويحذر محللون من أن هذه المشكلات، إلى جانب صعوبات التوافق مع المنصات غير الصينية، قد تحد من قدرة بكين على توسيع صادراتها إلى أسواق جديدة خارج دائرة الدول النامية.

وفي الوقت ذاته، تواصل بكين التأكيد على أن جيشها يسعى للحفاظ على الاستقرار العالمي، وتفضل حل قضية تايوان بالطرق السلمية، رغم استمرارها في تحديث جيشها بوتيرة متسارعة بهدف تحويله إلى قوة عسكرية حديثة بحلول عام 2027.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى