إسرائيل تشن هجمة مرتدة ضد «صرخة ماكرون».. «حملة صليبية»
أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، غضب تل أبيب، إثر دعوته “تشديد الموقف” حيال الأخيرة، إذا لم تخفف حصارها على قطاع غزة.
إسرائيل بدورها، ردت على ماكرون، بشكل حاد، واتهمته بخوض “حملة صليبية ضد الدولة العبرية”، وفق “فرانس برس”.
ماكرون أكد خلال مؤتمر صحفي في سنغافورة، أن على الأوروبيين “تشديد الموقف الجماعي” ضد إسرائيل “إذا لم يكن هناك استجابة ترقى إلى مستوى الوضع الإنساني في الساعات والأيام المقبلة” في قطاع غزة الذي دمرته الحرب المستمرة منذ 20 شهرا.
والمقصود اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل التي سيتم إعادة النظر فيها وكذلك فرض عقوبات، وفق الوكالة ذاتها.
وأضاف “علينا تشديد موقفنا لأنه ضرورة اليوم، لكن لا يزال لدي أمل في أن تغير حكومة إسرائيل موقفها وأن نحصل في النهاية على استجابة إنسانية”.
وفي غزة، لا يزال الوضع الإنساني كارثيا حتى لو استؤنفت عمليات تسليم المساعدات جزئيا بعد حصار فرضته إسرائيل لشهرين ونصف شهر، بهدف معلن هو السيطرة على كامل القطاع والقضاء على حماس، وإطلاق سراح آخر الرهائن الذين خطفوا خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وحذّر إيمانويل ماكرون في خطاب ألقاه أمام منتدى شانغريلا ديالوغ الدفاعي في سنغافورة قائلا “إذا تخلى الغرب عن غزة وسمحوا لإسرائيل بان تفعل ما تريد” فإنهم قد “يخسرون المصداقية أمام باقي العالم”.
“واجب أخلاقي”
اتهمت الخارجية الإسرائيلية الجمعة الرئيس الفرنسي بأنه “يخوض حملة صليبية ضد الدولة العبرية” منتقدة على وجه الخصوص رغبة باريس في الاعتراف بدولة فلسطينية.
وأضافت الوزارة “بدلا من الضغط على (..) الإرهابيين يريد ماكرون مكافأتهم من خلال منحهم دولة فلسطينية. لا شك في أن عيدها الوطني سيكون يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول”.
وقال ماكرون الجمعة، إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية “ليس مجرد واجب أخلاقي بل مطلب سياسي”.
ولم يعلن الرئيس الفرنسي بوضوح ما إذا كان سيعترف بالدولة الفلسطينية خلال المؤتمر الدولي حول حل الدولتين في الأمم المتحدة في نيويورك الذي ترأسه فرنسا والسعودية في 18 يونيو/حزيران.
غير أنه عدد شروطا مقابل هذا الاعتراف، هي “الإفراج عن الرهائن” الذين تحتجزهم حماس و”تجريد حركة حماس من السلاح” و”عدم مشاركتها” في حكم هذه الدولة و”إصلاح السلطة الفلسطينية” واعتراف الدولة المستقبلية بإسرائيل و”حقها في العيش بأمان” و”وضع آلية أمنية في جميع أنحاء المنطقة”.
وللضغط على إسرائيل أعلنت فرنسا وكندا وبريطانيا الإثنين، إنها “مصممة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية للمساهمة في تحقيق حل الدولتين وأنها مستعدة للعمل مع أطراف آخرين لتحقيق هذه الغاية”.
“دولة على الورق”
بالنسبة لإسرائيل من غير الوارد السماح بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها منذ عام 1967 وحيث تنوي “بناء الدولة اليهودية”.
وفي خطوة لا تخلو من تحد، زار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس موقع صانور الاستيطاني في شمال الضفة الغربية بعد يوم من إعلان الحكومة الإسرائيلية عن مشروع كبير لتوسيع الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية.
وأضاف كاتس “هي أيضا رسالة واضحة (للرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون وأصدقائه: هم سيعترفون بدولة فلسطينية على الورق، ونحن سنبني الدولة اليهودية الإسرائيلية هنا على الأرض”.
وتابع “سيُرمى هذا الورق في مزبلة التاريخ وستزدهر دولة إسرائيل”.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز