تغير المناخ.. عبء صحي يقود لـ 14.5 مليون وفاة و1.1 تريليون دولار خسائر
يرتبط قطاع الصحة مع التغيرات المناخية بشكل وثيق، وقد أشارت العديد من الأبحاث إلى ذلك.
ولذلك دخل قطاع الصحة في أجندة مؤتمرات الأطراف التي تناقش مفاوضات العمل المناخي لأول مرة في فعاليات مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين (COP28) في إكسبو دبي بدولة الإمارات بنهاية عام 2023.
وحظيت الصحة باهتمام آخر في (COP29) في باكو عاصمة أذربيجان نهاية عام 2024. وما زالت الصحة محل اهتمام العمل المناخي؛ ففي ظل الأزمة المناخية وتأثيراتها المتنوعة والتي منها الفيضانات والأعاصير والجفاف والكوارث الطبيعية الأخرى، تنتشر الأمراض وتتأثر الصحة.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها المنظمات الدولية للحد من تلك التأثيرات وتكثيف جهود التعافي الفوري من الأزمات الصحية بعد تلك الكوارث؛ إلا أنّ تلك الأحداث المناخية قد تترك مشاكل حرجة طويلة المدى وتتسبب في انخفاض فرص الحصول على الرعاية الصحية، وفي كثير من الأحيان يصعب معالجة تلك المشكلات. وهذا ما أشارت إليه دراسة حديثة منشورة في “إنترناشونال جورنال أو إنفيرونمنتال ريسرش آند بابليك هيلث” (International Journal of Environmental Research and Public Health) في 5 مايو/أيار 2025.
بيانات
استند الباحثون إلى بيانات للفترة ما بين 2000 إلى 2014 من 3108 مقاطعات أمريكية، وإلى سجل لنحو 6263 كارثة مناخية شهدتها تلك المقاطعات.
تلك البيانات الضخمة حللها الباحثون وركزوا على ما إذا كانت المقاطعة لم تملك مرافق للرعاية الصحية أو فقدت أو اكتسبت أو كانت تملك المرافق الصحية دائمًا. وأخذوا في الاعتبار أيضًا إجمالي أعداد السكان والفقر والعوامل الأخرى التي قد تؤثر على عمليات إغلاق دور الرعاية الصحية.
بعد ذلك، صنف الباحثون تأثير كل كارثة في 3 مستويات:
- طفيف: تتسبب الكارثة في وفاة شخص واحد أو أضرار في ممتلكات قيمتها أقل من 10 دولارات للفرد.
- متوسط: وتتسبب في وفاة شخصين أو أضرار تتراوح بين 10 إلى 50 دولارًا للفرد.
- كبير: ويتسبب في وفاة 3 أشخاص أو أضرار في ممتلكات تزيد قيمتها عن 50 دولارًا للفرد.
موارد أقل
توّصل الباحثون إلى وجود علاقة بين الكوارث الطبيعية الشديدة، مثل: الفيضانات وحرائق الغابات وموجات الحر والجفاف، وفقدان البنية التحتية للرعاية الصحية، بما فيها المستشفيات ودور الرعاية الصحية، ما يؤثر على موارد الرعاية الصحية المتوفرة للسكان على المدى الطويل.
كما وجدوا أنّ المقاطعات التي فقدت مرافق الرعاية الصحية كانت أكثر عرضة للمعاناة من الفقر. أما المقاطعات التي حافظت على مرافقها الصحية بعد الكوارث؛ فقد شهدت مستويات فقر أقل.
من جانب آخر، من المتوقع بحلول العام 2050 أن تتسبب تأثيرات التغيرات المناخية في 14.5 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم. بل يمتد الأمر إلى الخسائر الاقتصادية التي قد تصل إلى 1.1 تريليون دولار.
ويدعو مؤلفو الدراسة أن تُجرى دراسات أخرى مستقبلية تربط بين الكوارث المناخية وفقدان المرافق والموارد الصحية؛ خاصة في ظل تسارع أزمة المناخ وازدياد الكوارث المرتبطة بها.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز