اقتصاد

وزير دفاع أمريكا في شانغريلا.. تحذير من «خطر صيني» ورسائل لأوروبا وآسيا


في خطاب حمل لهجة من الصراحة والحزم، رسم وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث ملامح أولويات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مواجهة التحديات الجيوسياسية، محددًا الصين كتهديد «حقيقي وقد يكون وشيكًا»، وفق قوله.

ووجه هيغسيث في كلمته خلال مشاركته الأولى في “حوار شانغريلا” – أبرز منتدى أمني آسيوي تستضيفه سنغافورة – في الآن ذاته رسائل غير مباشرة إلى الحلفاء الأوروبيين والآسيويين بشأن مسؤولياتهم الدفاعية.

ودعا هيغسيث حلفاء الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ إلى تعزيز إنفاقهم الدفاعي، في واحدة من أقوى تصريحاته بشأن التهديدات الإقليمية منذ توليه المنصب في يناير/كانون الثاني الماضي.

وشدد هيغسيث على أن منطقة المحيطين تمثل أولوية استراتيجية لإدارة الرئيس دونالد ترامب، مؤكداً أن “أي غزو صيني محتمل لتايوان ستكون له عواقب وخيمة ليس فقط على المنطقة، بل على العالم بأسره”.

وقال الوزير الأمريكي: “لا حاجة لتجميل الصورة. الخطر الذي تشكله الصين حقيقي، وقد يكون وشيكاً”، مردداً تأكيد الرئيس ترامب بأن الصين “لن تغزو تايوان” خلال فترة ولايته.

وتعتبر الصين تايوان إقليماً تابعاً لها وتعهدت بإعادة توحيدها بالقوة إذا لزم الأمر، فيما تواصل تايبيه رفض مطالب بكين، مؤكدة أن مستقبل الجزيرة يحدده شعبها فقط.

وأشار هيغسيث إلى أن بكين تستعد بشكل جدي لاستخدام محتمل للقوة العسكرية لتغيير ميزان القوى الإقليمي، محذراً من أن تراخي الحلفاء في الردع قد يغير قواعد اللعبة.

رسائل مزدوجة

وفي حديثه عن الحلفاء، وجه هيغسيث رسائل مباشرة لدول أوروبا وآسيا على حد سواء، منتقداً ضعف الإنفاق الدفاعي لدى بعض الشركاء الآسيويين، ومذكراً بمطالبه السابقة للحلفاء الأوروبيين برفع موازناتهم الدفاعية.

وقال: “من المفارقات أن دول الناتو – بما في ذلك ألمانيا – باتت تلتزم بإنفاق 5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، بينما لا تزال دول آسيوية رئيسية تنفق أقل من ذلك رغم التهديدات الأشد، ومنها كوريا الشمالية”.

وأضاف: “بفضل قيادة الرئيس ترامب، على حلفائنا الآسيويين أن ينظروا إلى الدول الأوروبية كنموذج يُحتذى به”.

وقد أثارت هذه التصريحات اهتماماً في الأوساط الدبلوماسية، حيث علّق وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانس بأن هذه المرة الأولى التي يسمع فيها اعترافاً أمريكياً مباشراً بجهود أوروبا الدفاعية.

انسحاب صيني لافت

في المقابل، اختارت الصين عدم إرسال وزير دفاعها دونغ جون إلى المنتدى، مكتفية بوفد أكاديمي، ما فُسّر على أنه رسالة احتجاج ضمنية.

ووفقاً لتقرير أصدره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية – الذي ينظم “حوار شانغريلا” – فإن بعض الدول الآسيوية بدأت فعلياً في زيادة إنفاقها على التسلح والبحث والتطوير الدفاعي، رغم أن المعدل العام للإنفاق لا يزال عند 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي.

التوازن بين الشرق الأوسط وآسيا

وفي سياق متصل، أقر هيغسيث بأن بعض قرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة، مثل نقل أنظمة دفاع جوي من آسيا إلى الشرق الأوسط على خلفية التوتر مع إيران، قد أثارت تساؤلات حول التزام واشنطن بالمنطقة.

لكنه أكد أن ذلك لا يعني تخلي الولايات المتحدة عن شركائها في آسيا، بل محاولة لإعادة توزيع القدرات بما يتناسب مع التحديات العالمية.

واختتم هيغسيث تصريحاته برسالة تصالحية، قائلاً: “لسنا هنا لنفرض سياساتنا أو أيديولوجيتنا. نحترم ثقافاتكم وجيوشكم، ونسعى للعمل المشترك حيث تتقاطع مصالحنا”.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى