اقتصاد

على ضفاف البوسفور..مفاوضات أوكرانيا في مهب المُسيرات واختبار الإرادات


تتجه الأنظار، إلى محادثات إسطنبول حول مستقبل الحرب الأوكرانية، وسط تصعيد ميداني يجعل فرص تحقيق انفراجة سياسية محدودة، رغم الحاجة الملحة للحل.

واليوم الإثنين، يجتمع مسؤولون روس وأوكرانيون، في إسطنبول لتبادل خططهم لإنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات، والتي تُعد أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

من المقرر أن تنطلق الجولة الثانية من المفاوضات الساعة الواحدة ظهرا (10:00 بتوقيت غرينتش) في قصر سيراجان في إسطنبول، وهو قصر عثماني إمبراطوري يقع على ضفاف مضيق البوسفور، وتحول إلى فندق فاخر.

فريق التفاوض

سيكون فلاديمير ميدينسكي، كبير المفاوضين الروس في إسطنبول. وكان قد قاد محادثات عام 2022.

أما فريق أوكرانيا فسيقوده وزير الدفاع رستم عمروف، الذي يُعتبر مفاوضا عمليا، لكنه وفق تقارير إعلامية “غارق في فضيحة محلية تتعلق بإساءة استخدام السلطة وانعدام الشفافية”.

وصرح متحدث باسم الحكومة الألمانية يوم الأحد، بأن “مستشارين دبلوماسيين” من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا سيتواجدون “على الأرض… بالتنسيق الوثيق مع فريق التفاوض الأوكراني”.

عملية القاذفات الاستراتيجية وتأثيرها على المحادثات

وبتشجيع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأت موسكو وكييف مفاوضات مباشرة لأول مرة منذ الأسابيع الأولى للحرب التي اندلعت في فبراير/شباط 2022، لكنهما لم تُحرزا بعد تقدما يُذكر نحو اتفاق بعيد المنال.

لكن محادثات اليوم، تأتي غداة تنفيذ أوكرانيا واحدة من أكثر هجماتها جرأة على الأراضي الروسية، حيث أصابت عشرات القاذفات الاستراتيجية المتمركزة في قواعد جوية على بُعد آلاف الكيلومترات خلف خط المواجهة.

وفي الجولة الأولى من المحادثات في إسطنبول الشهر الماضي، اتفق الجانبان على تبادل واسع النطاق للأسرى وتبادل المذكرات حول رؤيتهما لاتفاق سلام.

تقول شبكة “سي إن إن” الأمريكية، إنه في أعقاب هذه الغارات، بات من غير المرجح أن يكون أي من الجانبين مستعدا لتغيير خطوطه الحمراء.

حتى قبل الغارات الأخيرة، التي استهدفت طائرات استراتيجية روسية على بُعد آلاف الأميال من الحدود الأوكرانية، رفض الكرملين تحديد ما يريده رسميا، في شكل مذكرة تفاهم، مقابل إنهاء الحرب.

غير أن المسؤولين الروس لم يُخفوا شروطهم، بما في ذلك السيادة على جميع الأراضي التي ضمتها، ونزع سلاح أوكرانيا، وتخفيف العقوبات فورا، و”نزع النازية”، والذي يشمل أمورا مثل ضمان حقوق الناطقين بالروسية.

ولطالما شكّلت المخاوف بشأن توسع الناتو نحو الحدود الروسية – لا سيما أوكرانيا، ودول أخرى أيضا – مصدر شكوى دائم للكرملين، وكذلك مصير مئات المليارات من الدولارات من الأصول الروسية المجمدة في الخارج.

وتصعيد روسي أيضا

وقبل الغارات الأوكرانية الأخيرة بالطائرات المسيرة، وفي خضم الاستعدادات لمحادثات السلام في إسطنبول، صعّدت روسيا هجماتها على أوكرانيا فيما يبدو أنه المراحل الأولى من هجوم صيفي جديد.

وليلة السبت، شنّت روسيا أكبر هجوم لها بالطائرات المسيرة على أوكرانيا منذ بداية الحرب، بمشاركة 472 طائرة مسيّرة.

وفي اليوم التالي، أسفرت ضربة صاروخية روسية عن مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 60 آخرين في موقع تدريب للجيش الأوكراني.

ماذا عن ترامب؟

وسط هذه التطورات، يظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في موقع المراقب “المحبط” وفق “سي إن إن”، بعدما كان يتباهى بقدرته على إنهاء الحرب بسرعة. فلا ضغوطه السابقة على زيلينسكي، ولا انتقاداته الأخيرة للكرملين، دفعت الطرفين نحو السلام.

لكن لا يزال لدى ترامب أدوات ضغط قوية ليستخدمها إن شاء، مثل: 

فرض عقوبات جديدة صارمة، كتلك التي تحظى بتأييد ساحق في مجلس الشيوخ الأمريكي.

تعديل المساعدات العسكرية الأمريكية بطريقة من شأنها أن تزيد بشكل كبير من تكاليف استمرار القتال.

واعتبرت الشبكة الأمريكية أن هذه الإجراءات قد لا تكون حاسمة، لكنها ستبعث برسالة التزام أمريكي.

وفي معرض توضيحه لموقف كييف قبل المحادثات، جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوته لوقف فوري للقتال.

وقال في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: “أولا، وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط. ثانيا، إطلاق سراح السجناء. ثالثا، عودة الأطفال المختطفين”.

مضيفا “لا يمكن حل القضايا الرئيسية إلا من قبل القادة” في إشارة إلى لقاء بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

ودأب الكرملين على رفض هذا الاحتمال، مشيرا إلى أن اجتماع بوتين وزيلينسكي لا يمكن أن يُعقد إلا بعد توصل وفود التفاوض إلى “اتفاقات” أوسع.

وقد شككت روسيا في شرعية زيلينسكي طوال فترة الحرب، ودعت مرارا إلى إقالته.

تقول موسكو إنها تريد معالجة “الأسباب الجذرية” للصراع – وهي لغة تُستخدم عادةً للإشارة إلى مزيج من المطالب الشاملة، بما في ذلك الحد من قدرات الجيش الأوكراني، ومنع البلاد من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتقديم تنازلات إقليمية واسعة النطاق.

مطالب أوكرانيا في المفاوضات

في هذه الأثناء، نشرت وكالة رويترز ما قالت إنها وثيقة اطلعت عليها، وتتضمن نص مقترحات السلام التي يعتزم المفاوضون الأوكرانيون تقديمها إلى الجانب الروسي في محادثات السلام بإسطنبول.

وفي السطور التالية تنشر “العين الإخبارية” نص الوثيقة كما وردت في رويترز.

  1. وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط في الجو والبر والبحر كشرط أساسي لمفاوضات السلام.
  2. تدابير بناء الثقة – معالجة القضايا الإنسانية: العودة غير المشروطة لجميع الأطفال الأوكرانيين المرحّلين والنازحين بشكل غير قانوني.
  3. تبادل جميع الأسرى (مبدأ الجميع مقابل الجميع).
  4. إطلاق سراح جميع الرهائن المدنيين من قبل روسيا.
  5. عدم تكرار العدوان: تهدف المفاوضات إلى إرساء أساس دائم للسلام والأمن الدائمين، وضمان عدم تكرار العدوان.

الضمانات الأمنية ومشاركة المجتمع الدولي

  1. يجب أن تحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية قوية.
  2. سيدعو الطرفان المجتمع الدولي للمشاركة في المفاوضات وتقديم ضمانات لتنفيذ الاتفاقيات.
  3. السيادة
  4. أوكرانيا ليست مُجبرة على الحياد. بإمكانها اختيار الانضمام إلى المجتمع الأوروبي الأطلسي والتقدم نحو عضوية الاتحاد الأوروبي.
  5. تعتمد عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) على توافق الآراء داخل الحلف.
  6. لا يجوز فرض أي قيود على عدد أو انتشار أو معايير أخرى للقوات المسلحة الأوكرانية، وكذلك على نشر قوات الدول الأجنبية الصديقة على أراضي أوكرانيا.

 القضايا الإقليمية

  1. لا يعترف المجتمع الدولي بالمكاسب الإقليمية التي حققتها روسيا منذ فبراير/شباط 2014.
  2. خط التماس هو نقطة انطلاق المفاوضات.
  3. لا تُناقش القضايا الإقليمية إلا بعد وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط.

العقوبات

  1. قد تُرفع بعض العقوبات عن روسيا، ولكن على مراحل وبشكل تدريجي فقط، مع آلية لاستئناف العقوبات إذا لزم الأمر (إعادة فرض العقوبات).
  2. تُستخدم الأصول السيادية الروسية المجمدة لإعادة الإعمار أو تبقى مجمدة حتى يتم دفع التعويضات.

التنفيذ

  1. الاتفاق على خارطة طريق واضحة ومتوازنة وقابلة للتحقيق لتنفيذ الاتفاقيات وإنفاذها.

بعد اجتماع إسطنبول، يواصل الطرفان المحادثات التي ستركز على:

  1.  وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط: آلياته ومراقبته.
  2.  تدابير بناء الثقة.
  3.  التحضير والاتفاق على جدول أعمال وهيكل مفاوضات القادة المستقبلية حول المواضيع الرئيسية.
  4.  تُعقد المفاوضات بمشاركة الولايات المتحدة وأوروبا.
  1.  وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط في الجو والبر والبحر لمدة 30 يوما على الأقل (مع إمكانية التمديد كل 30 يوما) كخلفية ضرورية وشرط أساسي لمفاوضات السلام.
  2. مراقبة وقف إطلاق النار، بقيادة الولايات المتحدة وبدعم من طرف ثالث
  1.  بعد نجاح تبادل أسرى الحرب عقب محادثات إسطنبول، يواصل الطرفان عملية تبادل جميع أسرى الحرب (مبدأ الجميع مقابل الجميع).
  2.  الاتفاق على عودة غير مشروطة من جانب الاتحاد الروسي لجميع الأطفال الأوكرانيين المرحّلين والنازحين.
  3. إطلاق سراح جميع السجناء المدنيين من جانب روسيا.
  4. ينبغي أن تشمل هذه التدابير جميع فئات الأشخاص المدرجة في القائمة، بدءًا من فبراير/شباط 2014.
  5. خامسا: اجتماع القادة

• يجتمع زعيما أوكرانيا وروسيا للاتفاق على الجوانب الرئيسية للتسوية السلمية النهائية.

 المواضيع الرئيسية لاتفاقية السلام التي سيتفق عليها الزعيمان:

  1.  الوقف الدائم والكامل للأعمال العدائية
  2. الشروط، والمراقبة، وفرض عقوبات على الانتهاكات
  3.  الضمانات الأمنية وعدم تكرار العدوان
  4.  القضايا الإقليمية
  5. الاقتصاد، والتعويضات، وإعادة الإعمار
  6. عقوبات على خرق الاتفاقيات
  7.  إبرام اتفاقية سلام نهائية

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى