لافتة تضع هوية فرنسا أمام القضاء
محاكمة 13 عضواً من جماعة “الناشئين” الفرنسية أمام القضاء بعد رفعهم لافتة عنصرية ضد آية ناكامورا رفضاً لمشاركتها المحتملة في افتتاح أولمبياد باريس 2024.
في قلب العاصمة الفرنسية، شهدت قاعة المحكمة لحظة مشحونة بالتوتر والغضب، حيث مثل 13 عضواً من جماعة اليمين المتطرف “الناشئين” أمام القضاء، بعد أن أثاروا موجة واسعة من الجدل ببث رسالة عنصرية تستهدف الفنانة الفرنسية من أصول مالية، آية ناكامورا، عشية الحديث عن مشاركتها المحتملة في افتتاح أولمبياد باريس 2024. وبينما التزم أغلبهم الصمت داخل قاعة المحكمة، لم تُخف الجماعة انتماءها الأيديولوجي، في مواجهة تهديدات بعقوبات بالسجن لعدة أشهر.
ومثل 13 عضواً من هذا التجمّع، يوم الأربعاء، أمام محكمة باريس، بعد أن رفعت الفنانة آية ناكامورا وعدة جمعيات مناهضة للعنصرية دعاوى قضائية ضدهم، بسبب لافتة رفعوها عام 2024 تعترض على مشاركتها المحتملة في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، بحسب صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية.
كانت القاعة مكتظة عن آخرها يوم الأربعاء 4 يونيو/ حزيران في الغرفة الجنائية الـ17 بمحكمة باريس. فقد احتل الصحفيون والفضوليون مقاعد القاعة الواقعة في الطابق الثاني، لحضور محاكمة أعضاء جماعة “الناشئين”، المستهدفين بشكاوى قضائية قدمتها المغنية آية ناكامورا وعدة جمعيات مناهضة للعنصرية.
في 8 مارس/ آذار 2024، بينما كانت الشائعات تتزايد حول مشاركة آية ناكامورا كنجمة في حفل الافتتاح، عبّر هذا التجمع عن رفضه لاحتمال مشاركة المغنية الفرنسية من أصل مالي في افتتاح أولمبياد باريس، برفع لافتة كُتب عليها: “لا مجال يا آية، هنا باريس ليس سوق باماكو”. واستُوحيت العبارة من إحدى أشهر أغانيها “Djadja” ومن أصولها الإفريقية.
ومن بين المتهمين الثلاثة عشر، المولودين بين عامي 1994 و2004، لم يحضر سوى ثلاثة منهم جلسة المحاكمة.
وقد استُدعوا أمام القضاء لحملهم اللافتة أو نشرهم صور الحدث على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت على حساب جماعة “الناشئين” على منصة “إكس”، وهم يُعدّون الورثة الأيديولوجيين لحركة “جيل الهوية”، التي تم حلها في عام 2021 بقرار من وزير الداخلية جيرالد دارمانان.
وطالبت النيابة بعقوبات تصل إلى أربعة أشهر من السجن النافذ، يوم الأربعاء، ضد أعضاء جماعة اليمين المتطرف الذين أعربوا عن رفضهم لمشاركة المغنية آية ناكامورا.
و”الناشئون”، الذين يُعتبرون امتداداً لجماعة “جيل الهوية” المنحلة، يبلغ عدد متابعيهم 10 آلاف على إنستغرام و19 ألفاً على منصة “إكس”، واعتادوا القيام بحملات لاصقة ولافتات تستهدف الهجرة أو تُروّج لما يصفونه بـ”الدفاع عن الحضارة الأوروبية”. ومؤخراً، قاموا بلصق صور لبطلات فرنسيات مثل جان دارك والقديسة جينيفييف فوق صور نساء محجبات في معرض داخل كنيسة سان دوني.
وحققت صورة اللافتة المعادية لآية ناكامورا، التي نُشرت على حسابهم على منصة “إكس”، أكثر من 4.5 مليون مشاهدة، وكانت مصحوبة بنص قصير يهاجم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لما اعتبروه “استبدالاً للأناقة الفرنسية بالابتذال، وأفركةً للأغاني الشعبية، وإقصاءً للشعب الأصيل لصالح الهجرة من خارج أوروبا”. وأضاف البيان: “نطالب بأن تمثل فرنسا شخصية فنية تجسد تراثنا وقيمنا وهويتنا”.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز