«عيد الأعمام».. احتفالات تصون التراث في عدن
لم تمنع الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، من ممارسة الأهالي طقوس العيد وعاداته.
وللعيد في عدن ممارسات تراثية وتاريخية ما زالت متألقةً وباقيةً لم تندثر، رغم أنف الأوضاع المتدهورة التي يعيشها الأهالي؛ كنتيجة طبيعية لتداعيات حرب مليشيات الحوثي الإرهابية عسكريًا واقتصاديًا.
التمسك بالتراث والعادات العيدية، ديدن سكان عدن، الذين قرروا الفرح والابتهاج رغم ما يكابدونه من تردٍ خدمي ومعيشي، وانهيار العملة المحلية، وارتفاع أسعار مستلزمات العيد واحتياجاته تبعًا لذلك.
ويتميز ثاني أيام العيد في عدن بطقوسٍ وعاداتٍ قد لا تتواجد في أي مدينةٍ يمنيةٍ أخرى، حيث يطلق على هذا اليوم في عدن بـ”عيد الأعمام”، في إشارةٍ إلى زيارة العائلات لمنزل والد الزوجة، وجد الأبناء؛ لقضاء هذا اليوم بكامله هناك.
“العين الإخبارية” التقت عددًا من مواطني عدن، عبّروا عن فرحتهم بكل أيام العيد، وثاني أيامه تحديدًا، وتمسكهم بالاستمتاع بكل تفاصيله مع عائلاتهم، كإحدى أساليب التغلب على ظروف الحرب وتبعاتها المعيشية المؤلمة.
عيد الأعمام
يتفرد ثاني أيام العيد في عدن، سواءً في عيدي الفطر أو الأضحى، بخصوصية مختلفة، تميزه عن بقية أيام العيد، حيث لا تقضى أغلب العائلات تفاصيل هذا اليوم في منزلها الخاص، ولكنها تقضيه في منزل عم الزوج، ووالد الزوجة.
ويشير المواطن العدني حسن علي محسن، من أبناء مديرية البريقة بعدن، إلى أن العدنيين يطلقون على ثاني أيام العيد بـ”عيد الأعمام”، لأنه يتم قضاءه في بيت عم الزوج، وهو ما يسهم في تعزيز الغايات والمعاني الاجتماعية للعيد.
ويؤكد محسن لـ”العين الإخبارية” أن عيد الأعمام له خصوصية مميزة أيضًا في نفوس الأطفال، الذين يغيّرون أجواء العيد، ويسعدون بقضاء هذا اليوم في منزل جدهم وجدتهم، برفقة أولاد عمومتهم الآخرين، خاصةً إذا كان منزل العم في نفس المدينة والمنطقة أو قريبًا منها.
كما أكد أن هذه الطقوس التي يحافظ عليها أهالي عدن تعزز التماسك المجتمعي، وتُقوّي الصلات الأسرية والعائلية، وتُفضي على العيد طابعًا اجتماعيًا، يُفسر مقاصده الفرائحية.
اليوم الثاني من العيد، ليس وحده من يحافظ العدنيون على طقوسه، بل إن كل أيام العيد لها طقوسٌ مميزة، بدءًا من أول أيام العيد، بل إن الأمر يشمل حتى استعدادات ما قبل العيد التي تمتلك هي الأخرى طقوسها الخاصة.
تفاصيل يوم العيد
يقول لبيب فاضل، إمام وخطيب مسجد في عدن، إن أهالي المدينة متشبثون بكل طقوس العيد وتقاليده المتوارثة عبر الأجيال، ففي الأضحى يحرص العدنيون على توفير أضحيةٍ تتناسب وإمكانياتهم بمجرد دخول العشر الأوائل من شهر ذي الحجة.
وأضاف: “لم يمنع ارتفاع أسعار الأضاحي سكان عدن من التمسك بشعائر العيد بدءًا من الأضحية التي يلجأ البعض إلى شرائها مبكرًا قبل العيد بأسابيع، بسعرٍ مناسب ورخيص، وترتبيتها حتى موعد عيد الأضحى، تجنبًا لارتفاع أسعارها بشكل كبير خلال العيد”.
ويتابع فاضل: “أول أيام العيد، يحرص العدنيون بكافة أفراد عائلاتهم على الخروج إلى المصليات العامة ليشهدوا صلاة العيد، في مشهدٍ عائلي لإعلاء شعائر الله”، بحسب وصفه. وزاد: “عقب الصلاة يتجه الأهالي -برفقة أطفالهم- لممارسة الطقوس الاجتماعية والزيارات بين الأهل والأقارب؛ لتأدية واجب التهنئة بالعيد”.
ويضيف: “عقب ذلك، يتوجه الأطفال إلى المتنفسات العامة وأماكن الألعاب والتجمعات العامة، حتى ما قبل الظهيرة، حين يعودون إلى المنازل وتناول وجبة الغذاء برفقة الأهل. فيما تكون فترة ما بعد الظهيرة خاصة للجلوس في مجالس القات بالنسبة للرجال، وتجمعات النساء في منازل الأقارب”.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز