إصابة جندي إسرائيلي بجروح خطيرة في الشجاعية شمالي غزة
أُصيب جندي إسرائيلي بجروح خطيرة في حي الشجاعية شمالي قطاع غزة، بنيران قناص، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
ونُقل الجندي الإسرائيلي على متن مروحية إلى أحد المستشفيات في إسرائيل.
وشهدت الأيام القليلة الماضية العديد من الاشتباكات المسلحة والكمائن التي أدت إلى مقتل 8 جنود وإصابة عدد آخر.
وبعد هجمات جوية كثيفة يُلقى فيها القنابل الثقيلة، يتقدم الجيش الإسرائيلي، لكنه يواجه كمائن ونيران قناصة، ما يفجّر حرب عصابات مع مسلحين فلسطينيين.
وقالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية: “هدم الجيش الإسرائيلي عشرة آلاف مبنى ومنزل في الأسابيع الثلاثة الماضية في جميع أنحاء قطاع غزة، منذ بدء عملية ‘عربات جدعون'”.
ونقلت في تقرير طالعته “العين الإخبارية” عن الجيش الإسرائيلي أنه “في كل منطقة تناور فيها القوات، يتم استخدام قدر كبير من النيران”.
وقالت: “يقوم الجيش الإسرائيلي بتشغيل وتدمير المباني التي توجد معلومات بأنها تُستخدم كمداخل أنفاق أو مواقع لحماس، أو أنها مفخخة بعبوات ناسفة”.
وأضافت: “يوضح الجيش الإسرائيلي أنه في أي حالة توجد فيها معلومات أو اشتباه بأن المبنى يعرّض حياة الجنود للخطر، أو أنه يُستخدم من قبل حماس، فإن الجيش الإسرائيلي يتحرك فورًا لتدمير المبنى”.
وتابعت: “يستخدم الجيش الإسرائيلي عددًا من الوسائل، بدءًا من القصف الجوي، وإطلاق القذائف المدرعة، وعمليات التدمير في الهندسة القتالية”.
ونقلت عن مصدر في الجيش الإسرائيلي: “نحن في حرب لا يقاتلنا فيها العدو وجهًا لوجه، بل يشن حربًا متفجرة ضدنا”.
وأضاف المصدر: “إنه تحدٍّ كبير، لأنك لا تعرف أبدًا أين توجد القنبلة”.
شكاوى جنود الاحتياط
وفي الغضون، يشتكي جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي من طول الخدمة في حرب لا يبدو أن لها نهاية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط للمشاركة في عملية “عربات جدعون” في قطاع غزة.
ويقول جنود الاحتياط إنهم يضطرون إلى ترك عائلاتهم وأعمالهم ودراستهم من أجل المشاركة في حرب طويلة، بعد أن كانوا قد شاركوا بالفعل أكثر من مرة في الخدمة العسكرية منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
والغالبية من القتلى والجرحى والمصابين هم من جنود الاحتياط، وفقًا للتقارير الرسمية الإسرائيلية.
وقال موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي: “سيُجري المستوى السياسي وكبار مسؤولي الجيش قريبًا تقييمًا للوضع، وفي نهايته سيُطلب منهم اتخاذ قرار بشأن نطاق موجة أخرى من الأوامر 8 لجنود الاحتياط” (أي الاستدعاء للخدمة العسكرية).
وأضاف في تقرير طالعته “العين الإخبارية”: “يأتي ذلك على خلفية انتقادات من جنود الاحتياط في كتائب المناورة، بسبب عدم اليقين والمهام الموكلة إليهم في إطار النشاط في قطاع غزة”.
وتابع: “لقد تجاوز معظم جنود الاحتياط بالفعل عتبة الـ35 يومًا في الخدمة، ولديهم انطباع بأنهم لم يُستدعَوا لاتخاذ قرار، بل لانتظار تغيير في المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن”.
وأردف: “بالإضافة إلى ذلك، يدّعي جنود الاحتياط أن هذه هي جولتهم الخامسة أو السادسة، مع أكثر من 250 يومًا من الخدمة الاحتياطية، حيث يُضطرون إلى ترك عائلاتهم التي تضررت بشدة، وحياتهم المهنية وأعمالهم ودراستهم”.
وأشار الموقع إلى أنه “بالإضافة إلى ذلك، يريد جنود الاحتياط معرفة ليس فقط متى سيتم تسريحهم، ولكن أيضًا متى سيتم تجنيدهم في المرة القادمة، حتى يتمكنوا من التخطيط لاستمرار الروتين في الحياة المدنية”.
وقال: “في الأيام الأخيرة، كان هناك جنود احتياط تلقّوا إخطارات بإمكانية التعبئة في الشهر المقبل بموجب الأمر 8، لاستبدال جنود الاحتياط في قطاع غزة، مما تسبب في توتر كبير بين القيادة العليا في ألوية الاحتياط”.
المفاوضات مستمرة
وفي الغضون، تتواصل الاتصالات لمحاولة إبرام اتفاق جديد لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وقالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: “صاغ الوسيط الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح مؤخرًا تعديلًا على اقتراح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، من أجل محاولة جلب حماس إلى طاولة المفاوضات”.
وأضافت في تقرير طالعته “العين الإخبارية”: “الاقتراح الجديد، وهو نسخة معدلة من اقتراح ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتضمن ضمانًا أوضح — وإن لم يكن قاطعًا — لإنهاء الحرب بعد أن تبدأ المرحلة الأولى التي سيتم فيها إطلاق سراح نصف المختطفين، أحياءً وأمواتًا”.
ونقلت عن مصدرين مختلفين أن “الاقتراح عالق في مرحلة من الخلاف بين بحبح وويتكوف نفسه، لذلك لا يوجد الكثير من التفاؤل في إسرائيل بأنه سيكون هناك اختراق”.
وقالت: “في إسرائيل، تشير التقديرات إلى أن حتى هذا الاقتراح لن يسدّ الفجوات بين الجانبين”.
وذكرت أن مسؤولًا إسرائيليًا كبيرًا أبلغ عائلات المختطفين الليلة الماضية أن “عربة التفاوض عالقة في أعماق الوحل”.
ولكنها نقلت أيضًا عن المبعوث الأمريكي ويتكوف قوله لعائلات المختطفين في الأيام الأخيرة: “لن أستسلم، لن أتوقف عن المحاولة، وسأنجح. لا تتوقفوا عن الإيمان”.
للحرب ثمن
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أنه “بالتوازي مع الجهود الجارية للترويج لصفقة لإطلاق سراح الرهائن، يواصل الجيش الإسرائيلي — بل ويُعمّق — العملية العسكرية المكثفة في قطاع غزة، ولم يتغير الهدف من هذه الخطوة، وهو تهيئة ظروف أفضل للتوصل إلى صفقة رهائن وهزيمة حماس”.
وقالت: “إن الأحداث الأخيرة في قطاع غزة والخسائر التي يتكبّدها الجيش الإسرائيلي تزيد من حدة مسألة الغرض من القتال في غزة، وطالما قررت الحكومة الإسرائيلية مواصلة القتال، لن يقف الجيش الإسرائيلي مكتوف الأيدي، وسيواصل العمل، وقد أعد خطة عمل لتحقيق الهدفين الرئيسيين للحرب”.
واستدركت: “لكن استمرار العملية له ثمن. هذا الثمن في حياة الجنود، وفي استنزاف القوات، إلى جانب التكاليف الاقتصادية والدولية”.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز