اقتصاد

من المداهمات للحرس الوطني.. ما يجب معرفته عن أحداث لوس أنجلوس


بين المواجهات في الشارع والاتهامات السياسية، اشتعل الجدل بعد قرار ترامب نشر قوات فيدرالية للتصدي مظاهرات الهجرة.

واشتدت التوترات بين إدارة ترامب وكاليفورنيا هذا الأسبوع، حيث قرر الرئيس نشر 2000 من أفراد الحرس الوطني في منطقة لوس أنجلوس، وهي خطوة وصفها قادة الحزب الديمقراطي في الولاية بأنها تصعيد غير ضروري وسط احتجاجات على سياسات الهجرة التي تنتهجها الإدارة.

والليلة الماضية، أحرق متظاهرون سيارات واشتبكوا مع الشرطة، مع استمرار أعمال الشغب لليوم الثالث، احتجاجا على اعتقال مهاجرين، وسط انتشار قوات الحرس الوطني التي أرسلها ترامب في شوارع ثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة.

وتجاوز قراره باستدعاء الحرس الوطني سلطة حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، الذي وصف الخطوة بأنها “تحريضية متعمدة”.

فلماذا اندلعت الاحتجاجات في لوس أنجلوس؟
وماذا حدث خلال مداهمات الهجرة؟
ومتى يمكن للرئيس اللجوء إلى مثل هذا القرار؟
وكيف ردّ مسؤولو كاليفورنيا والمشرّعون؟
وما هي تداعيات الخطوة؟

تساؤلات تستعرض “العين الإخبارية” الإجابة عليها مستندة إلى وسائل إعلام أمريكية بينها “أسوشيتد برس”، و”واشنطن بوست” وغيرها.

أولا: لماذا اندلعت الاحتجاجات؟

في يومي الجمعة والسبت، خرج المتظاهرون إلى شوارع لوس أنجلوس ومدينتي باراماونت وكومبتون القريبتين احتجاجا على المداهمات التي نفذتها إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية.

أظهر مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام محلية، يوم السبت، ضباط إنفاذ قانون يرتدون خوذات ومعدات تكتيكية ويستخدمون الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق الحشود في باراماونت.

يوم السبت، اتهمت إدارة الهجرة والجمارك المتظاهرين بـ”تدمير ممتلكات دافعي الضرائب في أنحاء لوس أنجلوس” في اليوم السابق.

صرح مايك بانكس، رئيس حرس الحدود، يوم السبت، باعتقال بعض المتظاهرين، متهما إياهم بأنهم اعتدوا على السلطات الفيدرالية. دون أن يحدد عدد المعتقلين.

كما اتهم أعضاء في إدارة ترامب مسؤولي كاليفورنيا بالبطء الشديد في الاستجابة.

في بيان صدر يوم السبت، قالت إدارة شرطة لوس أنجلوس إنها لم تنسق مع السلطات الفيدرالية قبل حملات تفتيش الهجرة يوم الجمعة، ولم تتمكن من “التخطيط بشكل استباقي لاحتمالية اندلاع اضطرابات مدنية”.

جانب من الاحتجاجات

ماذا حدث خلال مداهمات الهجرة؟

في بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي يوم السبت، ذكرت إدارة الهجرة والجمارك أنها اعتقلت 118 شخصا كانوا موجودين في البلاد بشكل غير قانوني.

صرحت أنجليكا سالاس، مديرة تحالف حقوق المهاجرين الإنسانية، في مؤتمر صحفي يوم الجمعة، بأنه تم تنفيذ سبع مداهمات في جميع أنحاء منطقة لوس أنجلوس.

وأشارت إلى أن منظمتها أكدت اعتقال أكثر من 45 شخصا في العمليات، التي وصفتها بـ”حملات تمشيط عشوائية”.

ويوم الجمعة، قال رئيس شرطة لوس أنجلوس، جيم ماكدونيل، إن وكالته “ليست متورطة في إنفاذ قوانين الهجرة المدنية” و”لن تساعد أو تشارك في أي نوع من عمليات الترحيل الجماعي، ولن تحاول شرطة لوس أنجلوس تحديد وضع الهجرة لأي شخص”.

هل يمكن للرئيس نشر الحرس الوطني؟

لتهدئة الاضطرابات المتزايدة، أصدر ترامب توجيها بموجب قانون اتحادي نادر الاستخدام، يسمح للرئيس بإضفاء الطابع الفيدرالي على قوات الحرس الوطني في ظروف محددة.

يعمل الحرس الوطني ككيان مختلط يخدم مصالح الولايات والحكومة الفيدرالية. عادة، يتم تفعيل قوة الحرس الوطني التابعة للولاية بناء على طلب الحاكم

في هذه الحالة، تقول وسائل إعلام أمريكية، إن ترامب تحايل على هذه الخطوة من خلال الاستعانة ببند محدد من قانون القوات المسلحة الأمريكي والذي يحدد ثلاثة ظروف يمكن للرئيس بموجبها إضفاء الطابع الفيدرالي على الحرس الوطني، وهي:

  • إذا “تعرضت الولايات المتحدة لغزو أو كانت معرضة لخطر الغزو من قِبل دولة أجنبية”.
  • أو “كان هناك تمرد أو خطر تمرد” ضد الحكومة.
  • أو “كان الرئيس غير قادر، باستخدام القوات النظامية، على تنفيذ قوانين الولايات المتحدة”.

قال ترامب في مذكرته التي طلب فيها من الحرس الوطني، إن احتجاجات لوس أنجلوس “شكل من أشكال التمرد على سلطة حكومة الولايات المتحدة”.

وسيكون دور الحرس الوطني في لوس أنجلوس حماية العملاء الفيدراليين، بما في ذلك إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية، ووزارة الأمن الداخلي، أثناء قيامهم بواجباتهم.

ويحظر القانون عموما استخدام القوات الفيدرالية محليا لإنفاذ القانون المدني، باستثناء بعض الاستثناءات مثل قانون التمرد.

على الرغم من أن ترامب هدد باستخدام هذا القانون سابقا، إلا أنه خلال احتجاجات “حياة السود مهمة” عام 2020، على سبيل المثال، لم يفعل ذلك.

وفقا للخبراء، هذه هي المرة الأولى التي يُفعّل فيها الحرس الوطني دون طلب من حاكم الولاية منذ عام ١٩٦٥.

جانب من الاحتجاجات

كيف استجاب المسؤولون لأمر ترامب؟

أيد كبار الشخصيات في إدارة ترامب قرار الرئيس بتعبئة الحرس الوطني. وصرّح وزير الدفاع بيت هيغسيث على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه “منطقي”، مضيفا: “لن يتم التسامح مع العنف والتدمير ضد العملاء الفيدراليين والمرافق الفيدرالية”.

كما قال هيغسيث إنه سيتم إرسال جنود مشاة البحرية الأمريكية العاملين في الخدمة الفعلية المتمركزين في معسكر بندلتون القريب إذا لزم الأمر، وأنهم في “حالة تأهب قصوى”.

ومع ذلك، يُصر العديد من مسؤولي كاليفورنيا على أن شرطة المدينة مجهزة للتعامل مع الاضطرابات، وأن تدخل الجيش غير ضروري.

وقالت نانيت باراغان، عضوة الكونغرس عن كاليفورنيا، وهي ديمقراطية تمثل مدينة باراماونت في ضواحي لوس أنجلوس حيث اندلعت الاحتجاجات، لشبكة “سي إن إن” “لسنا بحاجة إلى مساعدة”.

واعتبرت أن الحرس الوطني “سيُفاقم الأمور”.

جانب من الاحتجاجات

ماذا يقول الخبراء؟

يقول بعض الخبراء والقادة السياسيين إن هذا الاستناد إلى الصلاحيات الرئاسية التي ظلت خاملة لعقود يُشير إلى تصعيد يتحدى سلطة الولاية والمعايير الراسخة. بحسب ما طالعته “العين الإخبارية” في “سي إن إن”.

وجاءت الاعتقالات في خضم حملة ترامب على الهجرة، والتي شملت موجات من المداهمات والترحيل في جميع أنحاء البلاد.

وأدانت رابطة مواطني أمريكا اللاتينية المتحدة أمر ترامب، قائلة إن هذه الخطوة “تمثل تصعيدا مقلقا للغاية في نهج الإدارة تجاه الهجرة ورد فعل المدنيين على استخدام التكتيكات العسكرية”.

وبعد ظهر يوم الأحد، أظهرت لقطات جوية حشودا من المتظاهرين وهم يغلقون المسارات في كلا الاتجاهين على طريق سريع في لوس أنجلوس، مما أدى إلى تعطيل حركة المرور.

ووصفت جولييت كايم، كبيرة محللي الأمن القومي في شبكة “سي إن إن” والمسؤولة السابقة في وزارة الأمن الداخلي، رد فعل إدارة ترامب على احتجاجات نهاية هذا الأسبوع بأنه “رد فعل مبالغ فيه”، وقالت إنه “غير منطقي بالنظر إلى التهديد الذي نشهده”.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى