أوكرانيا وحروب المستقبل.. سر تراجع بولندا عن شراء «بلاك هوك» الأمريكية
أعادت حرب أوكرانيا رسم خريطة المعارك كما أعادت ترتيب الأسلحة من حيث أهميتها.
وتراجعت بولندا وهي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن شراء 32 مروحية “بلاك هوك” من طراز S-70i حيث أشار مسؤولون عسكريون إلى أن أسلوب روسيا في القتال في أوكرانيا يُظهر أنها ليست الأسلحة الأمثل للتركيز عليها في الوقت الحالي وذلك وفقا لما ذكره موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي.
وقال الجنرال فيسلاف كوكولا، رئيس أركان القوات المسلحة البولندية، في مؤتمر صحفي عُقد يوم الجمعة الماضي “قررنا تغيير أولويات برامج المروحيات” بهدف “التكيف بشكل أفضل مع تحديات الحروب المستقبلية” حسبما نقلت عنه وكالة رويترز.
من جانبه، قال نائب وزير الدفاع البولندي، باول بيغا، عبر منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي إن الجيش والطيارين والخبراء في بلاده يُحللون الوضع الجيوسياسي، بالإضافة إلى الحرب في أوكرانيا والأسلحة التي تشتريها روسيا لتجهيز جيشها.
وفي تصريحات لوكالة رويترز، قال جرزيغورز بولاك، المتحدث باسم وكالة التسلح البولندية، التي تشتري المعدات للجيش، إن أولويات وارسو بحاجة إلى “بعض التعديل”، مشيرا إلى أنه قد يكون من الضروري شراء معدات أخرى بدلًا من المروحيات، “مثل الطائرات المسيرة، أو الدبابات، أو نوع من وسائل الاتصال”.
كما صرّح بولاك لموقع ” ديفنس 24″ البولندي بأن أولويات القوات المسلحة لبلاده قد تغيرت في ظل التهديدات المتغيرة.
وكانت بولندا قد حذرت كغيرها من الدول الأوروبية، من أن روسيا قد تشن هجمات في أماكن أخرى من القارة العجوز وفي مارس/آذار الماضي، حذّر رئيس وزراء بولندا دونالد توسك من أن الاستثمارات العسكرية الروسية الضخمة تُشير إلى استعدادها لصراع مع طرف أكبر من أوكرانيا خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة.
وبالفعل، تعد بولندا الدولة الأكثر إنفاقًا على الدفاع في حلف الناتو كنسبة من ناتجها المحلي الإجمالي كما كانت حليفًا رئيسيًا لأوكرانيا طوال فترة الحرب.
لعبت المروحيات دورًا في حرب أوكرانيا حيث استخدمها كلا الجانبين لمواجهة الطائرات المسيرة، وتقديم الدعم الجوي، وشن الهجمات كما كانت فعّالة بشكل خاص لأوكرانيا ضد محاولات روسيا السيطرة على مطار رئيسي بعد وقت قصير من بدء الحرب في فبراير/شباط 2022، وأيضا كانت فعالة لروسيا خلال الهجوم المضاد لأوكرانيا عام 2023.
ومع ذلك أثبتت المروحيات أيضًا ضعفها حيث يعني انتشار الدفاعات الجوية أنها، كغيرها من الطائرات، اضطرت إلى الابتعاد عن القتال في الخطوط الأمامية بشكل أكبر مقارنة بالنزاعات السابقة، مما يجعلها أقل فائدة بكثير.
وأدى نجاح أوكرانيا في إسقاط مروحيات ” Ka-52 ” الروسية عام 2023 إلى أن موسكو بدأت في استخدامها بشكل أقل حيث أُصيب العديد منها بنظام صواريخ “هيمارس” الذي قدمته الولايات المتحدة.
وتشير التقارير إلى أن روسيا فقدت أكثر من 100 مروحية خلال أول عامين من الحرب كما دمرت أوكرانيا بعض المروحيات الروسية في قواعد بعيدة عن الخطوط الأمامية.
ومع ذلك، كان من الممكن أن تكون الخسائر أكبر وقال مارك هيرتلينج، القائد السابق للجيش الأمريكي في أوروبا، لـ”بيزنس إنسايدر” في يناير/كانون الثاني الماضي أن روسيا كانت “ضعيفة للغاية” في طريقة استخدامها للمروحيات وغيرها من الأصول الجوية، ولكنه أشار أيضًا إلى أن نقص الدفاع الجوي في أوكرانيا ساهم في حمايتها.
وقال أندرو كورتيس، الباحث المستقل في شؤون الدفاع والأمن والذي قضى 35 عامًا ضابطًا في سلاح الجو الملكي البريطاني، لـ”بيزنس إنسايدر” العام الماضي إن أحد الدروس التي يمكن للدول الغربية استخلاصها من الحرب هو “ضعف المروحيات في ساحة المعركة الحديثة حيث لا يُعدّ الاختباء والبحث لعبة أطفال، بل مسألة حياة أو موت”.
كانت بولندا قد بدأت خطة لشراء مروحيات “بلاك هوك” في 2023 بهدف استخدامها في القتال واللوجستيات، والعمل مع مروحيات الهجوم AH-64E أباتشي غارديان التي طُلبت من الولايات المتحدة.
وأكد بيغدا، نائب وزير الدفاع أن بولندا ستظل تُعطي الأولوية لبعض المروحيات، بما في ذلك مروحيات التدريب والقتال، ومروحية نقل ثقيلة، ومروحيات البحث والإنقاذ لكن الحكومة، التي تولت السلطة نهاية عام 2023، ترى بوضوح أن زيادة الأسطول أقل أهمية من الاستثمار في أصول عسكرية أخرى.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==
جزيرة ام اند امز