ماكرون يصف حصار غزة بـ«العار».. والأمم المتحدة تطلق «إنذار المجاعة»
ندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، واصفًا إياه بأنه «فاضح» و«عار».
وفي سياق متصل، حذرت الأمم المتحدة من أن القطاع المحاصر يواجه خطر المجاعة مع استمرار العجز الحاد في دخول المساعدات، بينما تواصل إسرائيل غاراتها التي طالت مسعفين وصحفيًا في غزة.
ماكرون: الحصار فاضح وعار
وفي تصريحات أدلى بها الإثنين من مدينة نيس الفرنسية خلال مشاركته في «مؤتمر المحيطات»، شدد الرئيس ماكرون على ضرورة إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، قائلًا: «إن منع دخول المساعدات الإنسانية أمر فاضح ويشكل عارًا على المجتمع الدولي»، مؤكدًا أن بلاده «تقف إلى جانب جميع مواطنيها عندما يكونون في خطر».
تصريحات ماكرون جاءت بعد ساعات من اعتراض البحرية الإسرائيلية سفينة «مادلين» التي كانت تقلّ 12 ناشطًا، بينهم 6 فرنسيين، في محاولة لكسر الحصار البحري المفروض على غزة، وإيصال مواد غذائية إلى سكانها.
وفيما وصف زعيم حزب «فرنسا الأبية» جان لوك ميلانشون العملية بأنها «قرصنة»، طالب ماكرون بإطلاق سراح الناشطين فورًا، مؤكدًا أن بلاده وجّهت رسائل واضحة إلى إسرائيل لضمان سلامتهم وسرعة إعادتهم إلى فرنسا.
وشهدت العاصمة باريس وعدة مدن فرنسية أخرى مسيرات احتجاجية ضخمة دعا إليها اليسار الفرنسي، تنديدًا بالحصار الإسرائيلي، ومطالبة بتحرك دولي عاجل لوقف ما وصفوه بـ«المأساة الإنسانية» في غزة.
الأمم المتحدة: المجاعة تقترب
من جهتها، أطلقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر مجددًا بشأن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، حيث أعلن نائب المتحدث باسم المنظمة، فرحان حق، أن وكالات الإغاثة لم تتمكن من إدخال سوى كمية ضئيلة من المساعدات الغذائية، لا تكفي لتلبية الاحتياجات العاجلة.
وقال حق إن الأمم المتحدة تمكنت من إدخال نحو 4600 طن من طحين القمح عبر معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر الوحيد الذي تسمح إسرائيل باستخدامه حاليًا، مؤكدًا أن هذه الكمية لا تكفي إلا لنحو 8 أيام فقط من استهلاك الخبز لنحو مليوني نسمة، وفقًا لمعايير برنامج الأغذية العالمي.
وصرّح قائلًا: «استولى بائسون يتضورون جوعًا على معظم الشحنات قبل أن تصل إلى وجهتها. وفي بعض الحالات، تعرضت الإمدادات للنهب من قبل عصابات مسلحة»، في إشارة إلى حالة الفوضى وانهيار منظومة الأمن الغذائي داخل القطاع.
وحثّت الأمم المتحدة إسرائيل على السماح بإدخال المساعدات عبر معابر وطرق متعددة، معتبرة أن استمرار هذا الوضع «يهدد حياة المدنيين» ويقوّض أي جهود للاستقرار.
معارضة أممية لـ«غزة الإنسانية»
في سياق متصل، رفضت الأمم المتحدة العمل ضمن ما تُسمى «مؤسسة غزة الإنسانية» التي أنشأتها إسرائيل وتدعمها الولايات المتحدة، مشككة في حيادية هذه الآلية، ومؤكدة أن نموذج التوزيع المقترح «يعسكر المساعدات» ويجبر النازحين على التنقل مرغمين.
ووفق تقارير أممية، فإن نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في غزة تضاعفت ثلاث مرات منذ بداية الحرب، ما ينذر بوقوع مجاعة شاملة إذا استمرت الظروف الراهنة دون تدخل فوري وفعّال.
قتلى في غارات إسرائيلية
وفي الميدان، أفادت وسائل إعلام فلسطينية، بينها وكالة «شهاب» المقربة من حركة حماس، بأن ثلاث فرق طبية وصحفيًا قُتلوا فجر الإثنين في غارات إسرائيلية استهدفت حي التفاح بمدينة غزة، أثناء محاولتهم إنقاذ الجرحى وانتشال الجثث.
ولم يصدر تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي حتى لحظة إعداد التقرير، غير أنه كان قد أعلن في وقت سابق استمرار عملياته في عموم قطاع غزة ضد ما وصفها بـ«المنظمات الإرهابية».
وفي ظل استمرار العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع الصحية والغذائية، يُتوقع أن تشهد الساحة الدولية مزيدًا من التحركات الشعبية والدبلوماسية في الأسابيع المقبلة، للضغط على تل أبيب لرفع الحصار، ووقف الهجمات، وإيجاد مخرج سياسي للأزمة.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز