اقتصاد

رسالة عبر «الخط الساخن».. الهند تحذر باكستان من «انتهاك الهدنة»


قال القائد العام للعمليات العسكرية الهندية إن الجيش أرسل “رسالة عبر خط ساخن” إلى باكستان، الأحد، بشأن انتهاكات وقف إطلاق النار المتفق عليه هذا الأسبوع وأبلغها بنية نيودلهي الرد حال تكرارها.

ونفى متحدث باسم الجيش الباكستاني ارتكاب أي انتهاكات لوقف إطلاق النار.

وجاءت تصريحات المسؤول الهندي في الوقت الذي لا يزال فيه وقف إطلاق النار الهش، الذي بدأ قبل 24 ساعة، صامدا على ما يبدو بعد أن تبادل الطرفان الاتهامات بشأن انتهاكات أولية مساء السبت.

وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني في مؤتمر صحفي حضره ممثلون للقوات الجوية والبحرية “لم يرتكب الجيش الباكستاني أو القوات المسلحة أي انتهاكات لوقف إطلاق النار”.

وتم الاتفاق يوم السبت على وقف إطلاق النار، بعد أن تبادل الخصمان اللدودان إطلاق النار بصورة مكثفة لمدة أربعة أيام، وهو الأسوأ منذ ما يقرب من 30 عاما.

وأدى تبادل إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على المنشآت العسكرية في البلدين إلى مقتل نحو 70 شخصا.

وساعدت جهود دبلوماسية وضغوط من الولايات المتحدة في التوصل لوقف إطلاق النار بعد أن بدا أن النزاع آخذ في التوسع على نحو مقلق. لكن بعد ذلك بساعات فقط شهد الشطر الهندي من كشمير، حيث يتركز معظم القتال، قصفا مدفعيا.

وقالت السلطات وسكان وشهود من رويترز إن انفجارات من أنظمة الدفاع الجوي دوت في المدن القريبة من الحدود وسط الظلام على غرار ما حدث في الليلتين السابقتين.

وقال اللفتنانت جنرال راجيف غاي القائد العام للقوات المسلحة الهندية خلال مؤتمر صحفي في إشارة إلى وقف إطلاق النار “أحيانا، تستغرق هذه التفاهمات وقتا لتؤتي ثمارها وتتجلى على أرض الواقع… كانت القوات المسلحة (الهندية) في حالة تأهب قصوى (أمس) ولا تزال على هذه الحالة”.

وأضاف غاي أن قائد الجيش الهندي كلف القادة العسكريين بالتعامل مع أي “انتهاكات من أي نوع” عبر الحدود بأفضل طريقة يرونها مناسبة.

وأشار إلى أن نظيره الباكستاني اتصل به بعد ظهر يوم السبت واقترح على البلدين “وقف الأعمال القتالية” وطلب وقف إطلاق النار بشكل عاجل.

ووفق المتحدث باسم الجيش الباكستاني فإنه في أعقاب طلب الهند إجراء اتصال بعد هجمات عسكرية في باكستان بين السادس والسابع من مايو/أيار وبتدخل من أطراف حوار دوليين، ردت باكستان في 10 مايو/أيار على الطلب المذكور.

وفي وقت متأخر من مساء السبت، أكدت وزارة الخارجية الباكستانية التزامها باتفاقية الهدنة وألقت باللوم على الهند في هذه الانتهاكات.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار يوم السبت، قائلا إنه جرى التوصل إليه بعد محادثات بوساطة واشنطن.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن الهند وباكستان اتفقتا أيضا على بدء محادثات حول “مجموعة كبيرة من القضايا في موقع محايد”.

وشكرت إسلام آباد واشنطن على تسهيل وقف إطلاق النار ورحبت بعرض ترامب التوسط في النزاع حول كشمير مع الهند، لكن نيودلهي لم تعلق على مشاركة الولايات المتحدة في الهدنة أو إجراء محادثات في موقع محايد.

وتؤكد الهند أن النزاعات مع باكستان يجب أن تُحل مباشرة بين البلدين، وترفض أي تدخل من طرف ثالث.

وأشاد ترامب بقادة البلدين لاتفاقهم على وقف إطلاق النار وقال إنه سيزيد التجارة معهما “بشكل كبير”.

وتتقاسم الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان المسلمة السيطرة على كشمير، لكن تطالب كل منهما بالسيادة على الإقليم بالكامل. واندلعت بينهما 4 حروب من قبل.

وتتهم الهند باكستان بالمسؤولية عن التمرد في الجزء الخاضع لإدارتها من الإقليم، لكن إسلام آباد تقول إنها لا تقدم سوى الدعم المعنوي والسياسي والدبلوماسي للانفصاليين بكشمير.

العودة إلى الحياة الطبيعية

تضرر سكان الحدود من الجانبين بسبب القتال، إذ فر الكثير منهم من منازلهم عندما اندلع القتال يوم الأربعاء، بعد أسبوعين من هجوم أسفر عن سقوط قتلى في كشمير الهندية والذي اتهمت الهند إسلام آباد بالضلوع فيه. ونفت باكستان هذا الاتهام.

وفي مدينة أمريتسار الهندية، مقر المعبد الذهبي المقدس لدى السيخ، عاد الناس إلى الشوارع صباح أمس الأحد بعد انطلاق صفارة الإنذار إيذانا بعودة الحياة إلى طبيعتها بعد التوتر الذي شهدته الأيام القليلة الماضية.

وفي بعض المناطق الحدودية، طلبت السلطات من السكان عدم العودة إلى منازلهم في الوقت الحالي. وفي مدينة بارامولا في كشمير الهندية، حذرت السلطات السكان من الاقتراب بسبب خطر الذخائر غير المنفجرة.

وفي أوري بكشمير الهندية، لا تزال محطة توليد كهرباء رئيسية تضررت جراء هجوم طائرات مسيرة باكستانية قيد الإصلاح.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى