دراسة تكشف «معلومة تاريخية» عن الزئبق في الغلاف الجوي
في كثير من الأحيان، يرتبط اسم الزئبق بالخطر؛ فهناك بعض الأشكال له مثل ميثيل الزئبق سامة للإنسان، ويُسبب أضرارًا جمة.
جدير بالذكر أن مستويات الزئبق في الغلاف الجوي ارتفعت خلال القرن الماضي للحد الذي دفع البشر إلى وضع سياسات ولوائح للحد من انبعاثاته في جميع أنحاء العالم.
وتتبعت مجموعة بحثية أغلبها من الصين؛ تلوث الزئبق على مدى 4 عقود، ووجدوا أنّ نسبته قد انخفضت في الغلاف الجوي بنسبة 70% خلال آخر 20 عامًا، ما يجعل نتائجهم مبشرة، ونشر الباحثون دراستهم في دورية (ACS ES&T Air) في 7 أبريل/نيسان 2025.
اتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق
شهدت مدينة ميناماتا اليابانية حالات تسمم بالزئبق، تسببت في موت مئات البشر. ومن هنا حصلت اتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق، وهي معاهدة دولية، تهدف للحد من انبعاثات الزئبق البشرية المنشأ؛ لتجنب الكوارث الناتجة عن التسمم الزئبقي. وتُقاس فعالية ونجاح تلك الاتفاقية جزئيًا بكمية الزئبق في الغلاف الجوي.
تتبع الباحثون تلوث الزئبق على مدى 4 عقود في أعلى قمة في العالم، وهي قمة جبل إيفرست. ولاحظوا انخفاضها بصورة ملحوظة خلال آخر عقدين. من جانب آخر، لاحظ الباحثون أنّ الزئبق الغازي ينطلق من أكبر مستودع طبيعي له، ألا وهو التربة، ويتراكم فيها الزئبق نتيجة التغيرات المناخية.
لذلك، أراد الباحثون التفريق بين الانبعاثات الجديدة التي يسببها الإنسان وانبعاثات الزئبق الأرضي المخزن في التربة. ومنه يمكن للباحثين دراسة أنماط نظائر الزئبق في الغلاف الجوي. الأمر الذي دفع الباحثين لإعادة بناء المعلومات المتعلقة بمستويات الزئبق الجوي السابقة لفهم كيفية تغيرها.
ولإتمام ذلك، جمع الباحثون عينات من أوراق قديمة من مركز نبتتين على جبل إيفرست، واكتسب الفريق فكرة عن مستويات الزئبق في الغلاف الجوي عام 1982.
خلص الباحثون إلى أنه بين عامي 2000 و2020، انخفض تركيز الزئبق بنحو 70%، وكانت التربة تُصدر كميات من الزئبق أكبر بكثير من الانبعاثات البشرية، بنسبة 62% من التربة، مقارنة بنحو 28% من المصادر البشرية.
يرى مؤلفو الدراسة أنه لا تزال هناك حاجة للجهود الكثيفة للحد من الانبعاثات خاصة من التربة، لتجنب أزمة الزئبق.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز