تفاؤل أمريكي باتفاق حول غزة.. جهود اللحظة الأخيرة
وسط أجواء حذرة من التصعيد، أعرب مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى عن تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة،
وهو تفاؤل لم يُنكره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم تشدده المستمر.
وتأتي هذه المؤشرات الإيجابية بينما تتكثف المساعي المصرية والقطرية، بدعم أمريكي مباشر، في محاولة للتوصل إلى اتفاق خلال زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة، في أول جولة خارجية له منذ توليه منصبه.
لكن هذا التفاؤل لا يخفي القلق المتزايد لدى القاهرة والدوحة من نوايا إسرائيلية لتوسيع الحرب، في ظل استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط، ما يُنذر بتصعيد ميداني واسع قد يطيح بجهود الوساطة.
عودة الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من غزة فجّرت الأمل في إسرائيل بإمكانية استرجاع مزيد من الرهائن، وأحيت في المقابل آمال الفلسطينيين بإنهاء الحرب المدمّرة، ما عزز الضغط الشعبي والدولي على الأطراف كافة للتوصل إلى تسوية إنسانية وسياسية.
مساع موسعة
وفي سياق المساعي الجارية، توجه المبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف وآدم بوهلر إلى الدوحة، حاملين رسائل دعم لعائلات الرهائن الإسرائيليين، ومؤكدين التزام واشنطن بإعادة جميع المختطفين، أحياءً وأمواتاً، وفق تعبيرهم.
وبينما أعلن نتنياهو إرسال وفده التفاوضي إلى قطر، فقد حرص على طمأنة شركائه في الحكومة بأنه لن يقبل بوقف الحرب دون القضاء على حركة حماس. وأكد خلال لقائه جنوداً جرحى أن الإفراج عن الرهائن لا ينفصل عن استكمال العملية العسكرية، رغم استعداده لقبول هدنة مؤقتة.
كما تحدث نتنياهو عن «حل جذري» لسكان غزة، مشيراً إلى جهود تبذل لتهجير أكثر من نصف سكان القطاع إلى دول أخرى، وهو طرح يثير مخاوف إنسانية وسياسية واسعة.
في هذه الأثناء، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إدارة ترامب تكثف ضغوطها من أجل التوصل إلى اتفاق، معتبرة أن نهج ترامب بات أكثر ميلاً للصفقات الكبرى والتسويات الدبلوماسية، وليس الحروب المفتوحة.
ووفق صحيفة «هآرتس»، فإن الفرضية التي اعتبرت أن ترامب يمنح إسرائيل شيكاً مفتوحاً بدأت تتآكل، في ظل إدراك متزايد داخل إسرائيل أن نتنياهو قد يضطر إلى الانصياع لإرادة واشنطن، حتى لو بدا ظاهرياً في موقف المتشدد.
كما لمحت الصحيفة إلى أن نتنياهو ربما كان يدرك منذ البداية أن لحظة الحقيقة آتية، لكنه اختار تضليل الرأي العام الإسرائيلي، مستخدماً التهديد بعملية واسعة كورقة تفاوضية لا أكثر.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز