خطوة مصرية ذكية لإحياء الملاحة والصناعة
في تطور اقتصادي واستراتيجي لافت، أعلنت هيئة قناة السويس عن تخفيض رسوم عبور السفن الجمركية بنسبة 15% على السفن، في خطوة تنسجم مع المتغيرات العالمية وتعيد التموضع المصري في قلب التجارة الدولية. هذا القرار لم يكن عشوائيًا، بل نابع من رؤية دولة حكيمة تدرك متى وكيف تُحسن استغلال الفرص
ومن خلال لقاء صحفي، كشف المستشار الدكتور أيمن النحراوي، أستاذ الاقتصاد الدولي واللوجيستيات، عن أبعاد القرار وآثاره العميقة على الاقتصاد المصري والمنطقة.
قرار اقتصادي أم تحرك سياسي؟
وأكد الدكتور أيمن النحراوي، أن قرار تخفيض رسوم عبور السفن بنسبة 15% ليس مجرد إجراء اقتصادي، بل هو تحرك سياسي ذكي من الدولة المصرية لاقتناص فرصة سياسية مهمة جاءت في أعقاب الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة الأمريكية والحوثيين، والذي يقضي بوقف تهديد حركة السفن التجارية في مضيق باب المندب والارتباك في حركة التجارة العالمية، خاصة بعد التوترات في البحر الأحمر، وظهور ممرات بديلة تحاول تقليص أهمية قناة السويس.
وأضاف النحرواي، أن استباق الدولة للأحداث وتحركها السريع لتخفيض عبور الرسوم، يعكس فهماً عميقاً لمعادلة العرض والطلب في قطاع النقل البحري، ويعبر عن مرونة في اتخاذ القرار تواكب السوق العالمي.
الآثار الإيجابية للقرار على الاقتصاد المصري، نجدها متنوعة وكبيرة تعكس وعي القيادة السياسية، وتشمل الآتي:
1) تعزيز مكانة قناة السويس كممر ملاحي رئيسي، رغم التحديات الإقليمية والدولية.
2) زيادة حركة العبور، مما يرفع الإيرادات رغم التخفيض، بفضل جذب خطوط جديدة.
3) انتعاش المناطق الصناعية القريبة من الموانئ، بسبب سهولة وصول المواد الخام والسلع.
4) دعم الصناعة المحلية بتقليل تكلفة النقل والاستيراد.
5) زيادة فرص العمل في سلاسل التوريد والأنشطة المرتبطة بالخدمات اللوجستية.
كفاءات قناة السويس: سرّ النجاح في المرونة التسعيرية
وأشاد النحراوي بـ كفاءة جهاز هيئة قناة السويس، مؤكدًا أن الهيئة تتمتع بكوادر على أعلى مستوى من الفهم والتحليل والقدرة على مواكبة المتغيرات الدولية.
وأشار إلى أن «مرونة الأسعار» التي تطبقها الهيئة هي أداة استراتيجية لإدارة الأزمة وتحقيق التوازن بين الربحية والتنافسية، وهذا لا يأتي إلا بوجود عقول خبيرة وفهم دقيق لديناميكية السوق الملاحي
السياسة المصرية: مناورات اقتصادية ذكية
يعد هذا القرار سديدًا للغاية ويظهر كيف تستغل الدولة المصرية لحظات التوتر الجيوسياسي لصالحها، عبر تقديم تسهيلات تستقطب الشركات العالمية التي تبحث عن ممرات آمنة وفعالة.
فالسياسة المصرية هنا لا تلعب فقط دور المتفرج، بل تقدم نفسها كشريك موثوق واستباقي في المنظومة العالمية.
قناة السويس تخفّض.. ومصر تربح!
قرار تخفيض عبور الرسوم الجمركية بنسبة 15% ليس خفضًا في العائد، بل استثمار في المستقبل. إنه إعلان واضح أن مصر لا تنتظر الأحداث، بل تصنعها.
مع قيادة حكيمة، وكفاءات اقتصادية متميزة، وسياسات مرنة، تؤكد الدولة المصرية أن القدرة على التكيّف هي مفتاح الصمود والريادةفي عصر متغير.
اقرأ أيضاًتعاون بين الرعاية الصحية و قناة السويس والتأمين الاجتماعي لتنظيم فحص العاملين بالقناة
«أصعب من جائحة كورونا».. ما حجم خسائر قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر؟
«أسامة ربيع »: الأزمة التي تمر بها قناة السويس أصعب من وقت جائحة كورونا.. فيديو