اقتصاد

«حيدرة» التونسية.. وجهة سياحية ساحرة


«حيدرة»، مدينة تونسية تزخر بمواقع أثرية تحكي عظمة الماضي وتتميز بجمال طبيعي رهيب جعل منها وجهة سياحية جديدة.

وأعلن وزير السياحة التونسي سفيان تقية، الأحد، عن تحويل بلدية حيدرة من محافظة القصرين (وسط غربي تونس) إلى بلدية سياحية، مع إحداث منطقة سياحية جديدة على مساحة 8 هكتارات.

وقال الوزير خلال زيارة ميدانية لمدينة حيدرة إن “هذا القرار يأتي في إطار مقاربة محلية تستند إلى تثمين الموروث التاريخي وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنموية”، مشيراً إلى أن” الوزارة ستواصل إنشاء مناطق سياحية جديدة كلما توفرت الإمكانيات”.

وحيدرة أو أميدرة حسب ما كان يطلق عليها في الماضي تقع على الحدود التونسية الجزائرية، وتشهد سنوياً عبور أعداد مهمة من السياح والزوار الجزائريين عبر منفذها البري.

وتشتهر المدينة بموقعها الأثري المعروف باسم “أميدرة” في العصر القديم كما تضم 60 موقعاً تاريخياً.

ويوجد الموقع على بعد حوالي 250 كيلومتراً من موقع قرطاج بالعاصمة تونس، ويعتبر أحد أهم المواقع الأثرية في تونس.

ويمتد الموقع على حوالي 250 هكتاراً باعتبار الأماكن المخصّصة للمقابر التي تحتوي على عدة أضرحة.

من جهته، ثمّن المدير العام للديوان الوطني للسياحة، محمد المهدي حلوي في تصريح لـ«العين الإخبارية» قرار وزير السياحة القاضي بإدراج بلدية حيدرة الأثرية والحدودية ضمن قائمة البلديات السياحية مع قرار إحداث منطقة سياحية بها مبيناً أن من شأن ذلك دعم التنمية المندمجة وتمكين شباب المنطقة من فرص اقتصادية واعدة في القطاع السياحي .

وأكد حرص وزارة السياحة على النهوض بالقطاع السياحي في حيدرة، عبر تطوير السياحة البديلة التي تمثل خيارًا استراتيجيًا، خاصة أن المنطقة تزخر بمقومات طبيعية وثقافية تجعلها مؤهلة لتكون وجهة سياحية متميزة.

وأفاد بأن هذه المنطقة تزخر بمقومات السياحة الأثرية، والبيئية، والاستشفائية، والثقافية، فضلًا عن سياحة التجوال والتخييم والصيد البرّي.

وأشار “حلوي” إلى أن وزارة السياحة بصدد إعداد نصوص تشريعية جديدة، ووضع كراسات شروط خاصة بالسياحة البديلة يُنتظر صدورها قريباً، إلى جانب دعم الإطار التنظيمي المحفز للاستثمار في هذا المجال داخل ولاية القصرين.

وأميدرة تعتبر مدينة رومانية تأسست في القرن الأول الميلادي لتتمركز بها الجيوش الرومانية في نطاق سياسة روما لمواصلة توسعها بالمناطق الداخلية للبلاد.

دخلت المدينة في التاريخ بتركيز مجموعات من الجيش الروماني حيث أصبحت أول معسكر للجيوش المرابطة في أفريقيا الشمالية أثناء حكم الإمبراطور أوغسطس.

ارتقت أميدرة إلى منزلة مستعمرة رومانية حيث عرفت ازدهاراً اقتصادياً واجتماعياً ونهضة عمرانية مهمة، حيث تتميز بموقع استراتيجي متميز يربطها بعدة مناطق من مقاطعة أفريقيا الرومانية مثل الطريق الرابط بين قرطاج وتبسة في الجزائر.

حيدرة تضم العديد من المعالم التاريخية والمتمثلة في كنائس ميليوس والشهداء والوندال والحصن وخارج الحصن والضريح الرباعي للأعمدة والضريح السداسي الشكل وقوس النصر ومسرح ومعبد وحصن بيزنطي وحمامات ومعبد الكابيتول وحي الفوروم.

ويتوسط المدينة الأثرية مسرحاً احتفظ إلى الآن بجزء من المدارج والأروقة المقببة الخاصة بدخول الجمهور.

وبجانب المسرح، هناك حي الفوروم الذي يعتبر مركز كل مدينة رومانية ونجد به المعبد الكبير (الكابيتول) وأمامه غرفة مخصصة لتماثيل الآلهة.

وبجانب هذا المعلم، هناك سوق المدينة ويحتوي على عدة دكاكين مفتوحة على ساحة كبرى تحذوها نوافذ كانت مخصصة للشؤون التجارية والمالية والقضائية في ذلك العهد.

وقرب الكابيتول، يوجد حمام عمومي والذي يضم قاعات باردة وأحواض ومواقد موجودة في الفضاء الأسفل للحمام.

صورة من الموقع الأثري في حيدرة التونسية

صورة من الموقع الأثري في حيدرة التونسية

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى