اقتصاد

4 أولويات لـ«أفريقيا أولا».. هل تصحح «أمريكا أولا» المسار؟


من مقاربة التعاون إلى نزعة انكفائية حادة، انحراف جذري في السياسة الأمريكية تجاه القارة الأفريقية خلال المائة يوم الأولى من حكم دونالد ترامب، لتجد القارة السمراء نفسها، بعيدة عن حسابات «أمريكا أولا».



فبدلاً من رؤية أفريقيا كجبهة استثمار طويلة الأمد، باتت إدارة ترامب تنظر للقارة السمراء على أنها «تكلفة لا فرصة»، فـ«أهملت عمداً عمقها الجيوسياسي والاقتصادي والإنساني»، عبر تقليص المساعدات وإغلاق السفارت، تاركة الساحة لروسيا والصين اللتين رسختا في المقابل، حضورهما في العواصم والأسواق الأفريقية.

فكيف ترى إدارة ترامب أفريقيا؟

تقول صحيفة «فورين بوليسي»، إن السياسة الخارجية لإدارة ترامب تجاه أفريقيا تُظهر بوضوح دوافعها النفعية، مشيرة إلى أن واشنطن تحكم على القارة السمراء في ظل نهج «أمريكا أولاً».

هذا النهج يعني أن الشراكات والمصالح ستصبح مشروطة بشكل متزايد. وسواءً من خلال التعاون الأمني أو الاستثمار الاقتصادي، فمن غير المرجح أن تُصاغ السياسة الأمريكية تجاه أفريقيا كجزء من جهد عالمي أوسع لحماية النظام الدولي القائم على القواعد، أو تعزيز المعايير الديمقراطية، أو النهوض بالتنمية وحقوق الإنسان.

ومن المرجح أن تجد العديد من الدول الأفريقية، وخاصة تلك التي تواجه عدم استقرار داخلي أو تفتقر إلى القدرة على التعامل بالمثل استراتيجيًا أو اقتصاديًا، نفسها منعزلة عن العالم الخارجي، بحسب الصحيفة الأمريكية.

فهل كان نهج إدارة ترامب صائبا؟

رأت «فورين بوليسي»، أنه ينبغي على إدارة ترامب بدلًا من الانسحاب من أفريقيا، تبني نهجٍ أكثر ذكاءً في التعامل، فلا يزال بإمكان السياسة الأمريكية الأفريقية إعطاء الأولوية للعوائد الملموسة، لكن ينبغي أن تأتي هذه العوائد من خلال استثماراتٍ تبني شراكاتٍ دائمة، لا من خلال عمليات خروجٍ سريعة أو مكاسب قصيرة الأجل أو أحادية الجانب.

وأشارت إلى أن هذه الأمور قد تبدو مغرية لإدارة ترامب، لكنها تُخاطر بشلِّ الولايات المتحدة استراتيجيًا في اللحظة التي يسعى فيها الخصوم إلى الاستفادة.

4 أولويات:

وأكدت أنه على السياسة الأمريكية تجاه أفريقيا أن تعيد التركيز على أربع أولويات استراتيجية:

  • دعم المنظمات الإقليمية المرنة والمكتفية ذاتيا
  • الحد من التهديدات للأمن الأمريكي من مصدرها
  • تعزيز الدعم الأفريقي لمواقف الولايات المتحدة في المؤسسات الدولية
  • المشاركة في تطوير رؤية اقتصادية إيجابية للقارة تعمل على تعزيز التنمية الاقتصادية والتكامل مع مقاومة الممارسات الاقتصادية الاستخراجية والمسيئة للقوى العالمية المتنافسة.

وأشارت إلى أن اتباع هذا النهج من شأنه أن يحافظ على استراتيجية «أمريكا أولاً» مع احترام رؤية «أفريقيا أولاً» المبنية على الشراكات، وليس التبعية.

وبحسب «فورين بوليسي»، فإن الجدل حول الأهمية الجيوستراتيجية لأفريقيا ليس بالأمر الجديد، فقد ترددت أصداء الحديث عن الإمكانات الاقتصادية المستقبلية، والنمو السكاني السريع، والموقع الجغرافي الاستراتيجي على طول الممرات البحرية الحيوية، ورواسب الموارد المعدنية الحيوية لعقود، مشيرة إلى أن هذه القيمة الاستراتيجية طويلة الأمد للقارة هي ما حفّزت إنشاء القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) قبل ما يقرب من 20 عامًا، وألهمت “استراتيجية أفريقيا” لإدارة بايدن في عام 2022.

وحتى مع تحول الإدارة الجديدة نحو التعاملات قصيرة الأجل، فإنه ليس هذا هو الوقت المناسب للتخلي عن الأولويات الاستراتيجية في أفريقيا. فالانسحاب من القارة يُنذر بفقدان الموثوقية في وقت تُعدّ فيه المصداقية والالتزام سلعتين ثمينتين.

وأشارت إلى أن السعي لتحقيق هذه الأهداف الأربعة سيُتيح لواشنطن فرصة تحقيق مكاسب ملموسة وقصيرة الأجل تعود بالنفع على الجميع، كما أنها ستُخفّض التكاليف التي ستترتب على أي تدخل مستقبلي، وستُحسّن فرص دعم الأولويات الأمريكية عالميًا، مع الحدّ من نفوذ الصين وروسيا.

ومن خلال الالتزام، وليس التقشف، تستطيع إدارة ترامب حماية المصالح الأمريكية، وتعزيز القيادة الأمريكية، وتأمين عوائد ملموسة على الاستثمار في منطقة من المتوقع أن تنمو أهميتها العالمية، تضيف «فورين بوليسي».

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى