الاتفاق التجاري بين الهند وبريطانيا.. خطوة تعزز العلاقات الاقتصادية
قال وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار السبت خلال لقاء مع نظيره البريطاني ديفيد لامي في نيودلهي، إن الاتفاق التجاري مع بريطانيا كان “خطوة مهمة” من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية.
والشهر الماضي، أبرمت نيودلهي ولندن اتفاقا للتجارة الحرة بعد استئناف المفاوضات بشأنه نهاية فبراير/شباط إثر توقفها في ظل الإدارات المحافظة السابقة في بريطانيا.
ومنذ خروجها من الاتحاد الأوروبي، سعت لندن إلى تعزيز علاقاتها التجارية في كل أنحاء العالم، وأصبحت إقامة شراكات تجارية حاجة أكثر إلحاحا بعدما أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملة تعرفات جمركية عالمية قد تؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي.
وفقا لوكالة “فرانس برس”، قال جايشانكار بعد اجتماعه مع لامي الذي يقوم بزيارة للهند تستمر يومين إن “إبرام اتفاق التجارة الحرة بين الهند والمملكة المتحدة أخيرا.. هو خطوة مهمة من شأنها تعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين، كما سيكون له تأثير إيجابي على الجوانب الاستراتيجية الأخرى لعلاقاتنا الثنائية”.
ويتضمن الاتفاق خفض الرسوم الجمركية على واردات المنتجات البريطانية إلى الهند، بما فيها مستحضرات التجميل والأجهزة الطبية. في المقابل، ستخفض بريطانيا الرسوم الجمركية على واردات الملابس والأحذية والمنتجات الغذائية من الهند.
وتبلغ قيمة التبادل التجاري بين البلدين 41 مليار جنيه استرليني (54.8 مليار دولار) سنويا، وفقا للحكومة البريطانية.
ويأمل الجانبان أن يساهم الاتفاق في زيادة حجم التجارة بينهما بنحو 25.5 مليار جنيه استرليني، فضلا عن تعزيز الاقتصاد البريطاني والأجور.
وتكتسب هذه الخطوة أهمية في ظل الاضطرابات في التجارة العالمية بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن تعريفات جمركية متبادلة على شركاء تجاريين، والتي لا تزال معلقة حتى 9 يوليو/تموز. وتجري الهند في الوقت نفسه مفاوضات لاتفاقات تجارة حرة مع الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى.
وبدأت المفاوضات مع المملكة المتحدة في 13 يناير/كانون الثاني 2021، وشهدت تقدمًا سريعًا خلال فترة رئاسة الوزراء لبوريس جونسون، لكنها تباطأت لاحقًا بسبب التغييرات السياسية في لندن. واستعادت المحادثات زخمها منذ استئناف الجولة الرابعة عشرة في فبراير/شباط الماضي، بعد تولي حكومة كير ستارمر السلطة.
وكانت زيارة وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيترامان إلى المملكة المتحدة في 9 أبريل/نيسان قد أعطت زخما للمفاوضات وساهمت في تسريع وتيرتها ، حيث التقت خلالها برئيس الوزراء ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ورينولدز.
وقد توصل المفاوضون إلى حلول تعالج المخاوف الرئيسية لنيودلهي بشأن تنقل الأعمال، بالإضافة إلى مطالب لندن بزيادة الوصول إلى السوق للسيارات والويسكي الإسكتلندي.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز