اقتصاد

سباق حاملات الطائرات.. «فوجيان» تعكس ملامح الطموح الصيني


شهدت البحرية الصينية في السنوات الأخيرة تطوراً غير مسبوق في قدراتها البحرية، خاصة في مجال حاملات الطائرات التي تُعد رمزاً للقوة البحرية الحديثة وأداة رئيسية لفرض النفوذ في البحار والمحيطات.

وتشكل حاملة الطائرات “فوجيان” أحدث وأضخم إضافة إلى الأسطول الصيني، حيث تمثل نقلة نوعية في تصميم وإمكانات حاملات الطائرات الصينية. فقد تم تزويد “فوجيان” بنظام المقلاع الكهرومغناطيسي المتطور، لتصبح أول حاملة طائرات خارج الولايات المتحدة تعتمد هذا النظام.

ويتيح نظام المقلاع الكهرومغناطيسي بإطلاق الطائرات من سطح الحاملة بسرعة وكفاءة أكبر، مع إمكانية إقلاع الطائرات بحمولة كاملة من الوقود والذخائر، مما يعزز بشكل كبير من قوة الجناح الجوي للحاملة ويضعها في مصاف حاملات “فورد” الأمريكية الحديثة.

تشير التقارير إلى أن جميع المشكلات المتعلقة بأنظمة الدفع وأجهزة الاستشعار والأنظمة الفرعية الأخرى قد تم تجاوزها، مما يدل على اقتراب موعد دخول “فوجيان” الخدمة رسمياً في البحرية الصينية.

كما تعكس إشعارات تقييد الملاحة في مصب نهر اليانغتسي تسارع وتيرة التجارب البحرية، مما قد يشير إلى أن عمليات التجهيز والتسليم تجري بخطى أسرع من المتوقع.

من أبرز التطورات أيضاً، ورود تقارير عن تجارب إطلاق مقاتلات الجيل الخامس جيه-31 المعروفة أيضاً باسم إف سي-31 من على سطح الحاملة، مع ظهور علامات واضحة على السطح تدل على هبوط هذه الطائرات الشبحية، وذلك منذ سبتمبر/ أيلول 2024.

من المتوقع أن يضم الجناح الجوي للحاملة “فوجيان” مجموعة متنوعة ومتقدمة من الطائرات، تشمل مقاتلات جيه-31 ، ومقاتلات جيه-15بي القادرة على الإقلاع بالمقلاع الكهرومغناطيسي، بالإضافة إلى طائرات الحرب الإلكترونية جيه-15دي، وطائرات الإنذار المبكر كيه جي-600 المصممة خصيصاً للعمل من على متن الحاملات، فضلاً عن طائرات بدون طيار متطورة بقدرات شبحية ومدى طويل.

وتزايدت مشاهدات طائرات كيه جي-600 في الأجواء مؤخراً، كما تم الكشف لأول مرة عن صورة لطائرة جيه-31 في مرحلة الإنتاج التسلسلي في مايو الماضي.

ولا يزال مستقبل الأسطول الصيني من حاملات الطائرات، غير واضح بشكل كامل. فهناك احتمالات بأن تكون “فوجيان” هي الأولى فقط من فئتها، أو أن تتجه الصين مستقبلاً لبناء حاملات أكبر حجماً وأكثر تطوراً.

وربما تعتمد على الدفع النووي لزيادة مدى العمليات البحرية وقدرة السفن على تشغيل الأنظمة المتقدمة لفترات أطول، خاصة إذا توسعت مهام الأسطول خارج منطقة غرب المحيط الهادئ. في الوقت الحالي، يوفر الدفع التقليدي كفاءة كافية للعمليات الإقليمية مع تقليل تكاليف الإنتاج والصيانة مقارنة بالدفع النووي.

وأشار التقرير إلى أن دمج نظام المقلاع الكهرومغناطيسي على متن “فوجيان” يعد نقلة نوعية في قدرات البحرية الصينية، ويجعلها قادرة على منافسة أحدث حاملات الطائرات الأمريكية من حيث التكنولوجيا والقدرات الجوية.

ومع اقتراب دخولها الخدمة، ستعزز “فوجيان” بشكل كبير من قدرة الصين على تنفيذ عمليات الإسقاط البحري والمهام الدفاعية والهجومية في المنطقة، مما يعكس تطوراً ملحوظاً في موازين القوى البحرية على المستوى العالمي.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى